وداعاً أيها القطر الروملي
نودعك اطضراراً يا رمللي ... وداعاً يستحيل به التسلي
تخلى الدهر عنك كما تخلى ... فتى عن روحه بئس التخلي
ترى هل نلتقي واليأس منا ... ليدعونا عليك أن نصلي
ترى هل ينقه الوطن المفدى ... وأضحى منك كالعضو الأشل
ترى هل بعد هذاك التدني ... نُرى بالجد في أرقى محل
أجل إن زال من في الكون طرا ... وأبدل وانجلى هذا التجلي
وفيمن نهتدي ولقد بلينا ... بكل مخادع خب مضل
لجأنا للتجمل واكتفينا ... وكم خدع التجمل والتحلي
لهونا بالتعلل والأماني ... وذلك منتهى جهد المقل
فحسب الغر منا ما ابتلينا ... به من كل تغرير مخل
وهل تبقى البقية بعد هذا ... ونربأ بالحياة على الأقل
رفاقي من لنا برجال حزم ... نعيش بعهدهم في خير ظل
رفاقي هل لهذا الملك شعب ... يرقيه إلى المجد الأجل
رفاقي كاد فرط الغيظ يقضي ... علينا من أسى فقد الرملي
رفاقي هل عواطفنا تلاشت ... أم ائتلفت خطى النهج الأذل
أما والله إن الموت أشهى ... لنا من أن نعيش بحال ذل
عيوني أكثري تسكاب دمعي ... على ما انتاب قومي أو اقلي
فما يجدي البكا من وقع رزءٍ ... تناول كل جزءيّ وكلي
وهبني قلت للوطن المفدى ... فداك أبي وأمي بل وخلي
أيجديه المقال بلا اجتهاد ... يهب به الخطر المذل
أيا وطني لعلي زغت فاصفح ... وهل يجديك من قولي لعلي
وهل شعرت ولاة الأمر فيما ... ألمّ بنا من الخطب الأجل
وهل اهتز هذا الكون غيظاً ... بما قد تم من عقد وحل
أنسعى في خراب الملك جهلا ... على أمل التصدر والتعلي
فروق هل اهتديت بما دهانا ... أعيذك بعد ذا من أن تضلي