ننشر في هذا الباب ما يرد إلينا من أفاضل العلماء والكتاب من الأبحاث العلمية والأدبية مما يتفق مع مبدأ المجلة تاركين العهدة فيه على أصحابه وربما انتقدناه بعد نشره كما أنا نقبل الانتقاد عليه لغيرنا.
الحجاب الشرعي
سأل بعض علماء بيروت حضرة الأستاذ العالم العلامة مفتي الديار البيروتية عن الحجاب الشرعي في الإسلام وصفته بسؤال هذا نصه:
السؤال. ما هو الحجاب الشرعي وصفته أفتونا مأجورين.
الجواب. الحمد لله وحده
الحجاب الشرعي ستر الوجه والبدن كله وملازمة المرأة خدرها إلا لضرورة توجب الخروج وصفة هذا الحجاب أن تغطي الرأس والوجه بجزء من الجلباب مع إرخاء الباقي على بقية البدن قال الله تعالى يا آيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن وقال تعالى يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية قال البيضاوي (يدنين عليهن من جلابيهن) يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة. ومن للتبعيض فإن المرأة ترخي بعض جلبابها على وجهها وتلتحف ببعض وقال الخازن قال ابن عباس أمر نساءَ المؤمنين أن يغطين رؤوسهن ووجهوهن بالجلاليب ليعلم أنهن حرائر والجلباب مل ما تستر به المرأة من ملاءة وكساء وغيره والخطاب في قوله تعالى وقرن في بيوتكن لأمهات المؤمنين ونساء الأمة تابعات لهن فيه. وقال الألوسي في تفسيره روح المعاني والمراد أمرهن رضي الله عنهن بملازمة البيوت وهو أمر مطلوب من سائر النساء والتبرج هو إظهار الزينة وإبراز المحاسن للرجال والتبختر في المشي والمعنى ولا تبرجن تبرجاً مثل تبرج النساء في الجاهلية وهن نساء المشركين قبل الإسلام أي إذا خرجتن من بيوتكن لا تمشين مشية هؤلاء المبتذلات ولا تفعلن فعلهن والحاصل أن حقيقة الحجاب الشرعي أن تلتحف المرأة برداء يسترها من رأسها إلى قدميها بدون أن يصف شيئاً من أعضائها وأما الحجاب المستعمل الآن فمنهُ ما