تحت هذا العنوان ننشر ما يرد إلينا من أقوال علماء الإسلام وفتاويهم في سائر
الأقطار ليظهر حكم الله تعالى في هذه المسألة الخطيرة
الجواب الثامن للعالم العلامة الفقيه صاحب الإمضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فلما طالعت الجزء الثامن من مجلة الحقائق صادفت فيها سؤالأً عن حكم التمثيل في الشرع هل هو محظور أم لا ثم رأيت في الجزء الثالث منها جوابين عن هذا السؤال أحدهما بالتفضيل والآخر بالإجمال واستصوبت ما فيهما جزى الله صاحبيهما خير الجزاء وأنا أقول بقولهما وأعيد كلامها اتباعاً لقول القائل:
أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره ... هو المسك ما كررته يتضوع
أعلم أن من الناس من يحسن التمثيل المذكور ويقول أنه حكاية وقعة تاريخية تشويقاً إلى اقتحام مثلها أو تنفيراً عن اتيان ما يماثلها ويعد من محاسنه الاتعاظ والاعتبار وإيقاظ العقول والأفكار.
فأقول مستعيناً بالله تعالى أن هذا الملعب الذي يجرونه في أكثر المواضع خال عن المنافع بل هو داعٍ إلى المعاصي والمنكرات يقضي أهل الفساد به الشهوات.
ولو سلمنا أن فيه بعضاً من المنافع فمضراته شتى ومفاسده لا تحصى والعبرة في مثل هذا شرعاً بالأغلب والأكثر نفعاً أو فساداً فإن الخمر والميسر يشتملان على بعض المنافع الدنيوية كما أشير إلى ذلك بقوله تعالى (وإثمهما أكبر من نفعهما) فمن منافع الخمر تشجيع الجبان وتقوية الطبيعة والجنان وتسلية الأحزان وتسخية البخلاء ومن منافع الميسر كسب المال من غير كد وتعب ولا معاناة هم ونصب ومع هذا حرمهما الله تعالى على عباده لكثرة مفاسدهما الدينية والدنيوية فإذا كان الذي نفعه منصوص عليه في القرآن الكريم حراماً لغلبة مفاسده فلأن يكون التمثيل الذي نفعه موهوم لكثرة فجوره أولى.
فمن مفاسد التمثيل أنه عبارة عن لعب محدث بصورة مخصوصة وكل لعب حرام قال عليه الصلاة والسلام كل شيء يلهو به الرجل باطل إلاَّ ثلاثاً رميه بقوسه وتأديب فرسه