مقابلته لجلالة الخليفة الأعظم، سفره لطرابلس الغرب للجهاد في سبيل الله، كتابه لأولاده، لحوق ولده الأمير عبد القادر به، وصوله لسيدي براني
تشرف الأمير علي باشا الحسني بالمثول لدى جلالة الخليفة الأعظم فكان موضع التفاته واحترامه ثم قرر مجلسا الوكلاء والأعيان ذهاب حضرة الأمير إلى طرابلس الغرب فتوجه إلى (المابين) لوداع جلالة السلطان وطلب بواسطة رئيس كتاب الحضرة العلية مقابلة جلالته فأذن له الخليفة بذلك ولما دخل على جلالته كان السلطان نصره الله واقفاً وعلى وجهه دلائل الارتياح وعلائم السرور فتقرب الأمير منه بكل احترام وهم بتقبيل يده الشريفة لكن الخليفة الأعظم لم يدعه يفعل ذلك قائلاً أستغفر الله أستغفر الله. فكان جواب الأمير لجلالته إنني أتشرف بقبيل يد أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين أدام الله شوكتكم وأيدكم بملائكته فتكرم جلالة السلطان وأذن للأمير بالجلوس بقربه فجلس الأمير وخرج رئيس كتاب المابين وبعد أن مكث فقال جلالة الأمير في الحضرة السلطانية نصف ساعة طلب الإذن بالذهاب فقال جلالة السلطان للأمير اجلس اجلس وهو يتبسم ثم ابتدره بالسؤال الممزوج باللطف الملوكاني والحنان الأبوي كم لك من الأنجال؟ فأجاب الأمير ثلاثة ذكور محمد سعيد وعبد القادر وأحمد وأربع بنات وهم عبيد لجلالتك ووديعتي عندكم فأجابه أيده الله كن مطمئن البال إنهم أولادي ومرهم إذا لزمهم شيء أن يخبروني به ثم استأذن بالانصراف فأذن له وودعه إليه فانثنى داعياً له بطول العمر، وسعة الملك ولدى خروجه قدم إليه رئيس الكتاب ساعة مرصعة بالأحجار الثمينة قائلاً له من جلالة السلطان يهديك هذه الساعة لتعرف بها أوقات الصلاة فتذكره وتدعو له فشكره وخرج من المابين وقبل مغادرة الأمير العاصمة قابل النطار فودعوه بكل إجلال واحترام داعين له بالظفر في جهاده وقد أرسل حضرة الأمير كتاباً لأنجاله يقول فيه ما خلاصته بعد وصيته عائلته وأمرهم بوفاء ما عليه من الديون والعناية بمن يلوذ به من الأقارب والأخوان.
إن مجلس الوكلاء والأعيان قررا عليّ الذهاب إلى طرابلس الغرب لأجل الذب عن حياض الوطن والمحافظة على البلاد التي يريد العدو اغتيالها بالطرق المخالفة للشعائر الإنسانية والمغايرة للعهود الدولية فلم يسعني إلاَّ الإجابة والقيام بهذا الواجب الديني الوطني فاسئل الله أن يكون لنا خير معين وينصرنا على القوم الظالمين وكونوا مطمئني البال مسلمي