[حكم أخلاقية]
جاءنا من حضرة العالم الفاضل التقي الشيخ عارف أفندي المحملجي قصيدة أخلاقية غراء نقتطف منها ما يأتي، قال في مطلعها:
افتتح الظلم يا إلهي ... بما به كتبك افتتحت
فاجعلني من حامديك علّي ... أحمدك دوماً كما حمدت
وصل ربي عَلَى نبي ال ... هدى وسلم ما دمت أنت
إلى أن قال:
لا يدرك المجد بالأماني ... ولا الدعاوي كما زعمت
فاترك جميع الغرور واعمل ... يا صاح فيما له خلقت
واسلك سبيل التقى وانصف ... ولا تحم حول ما جهلت
واصحب أهيل النهى ولازم ... ودادهم إن بهم ظفرت
فهم أولوا الفضل ليس يشقى ... جليسهم يا من اعترفت
واضرع إلى الله وارفع ... أكف ذل إذا دعوت
واخضع وكن راضياً مطيعاً ... لأمره مثل ما أمرت
وانته عما نهاك عنه ... ومنها فاسمع إذا تلوت
ولا تمل للسوى وأكثر ... من خوفه كلما دنوت
وقف على بابه حزيناً ... تصر أميناً إذا دهلت
واشكره دوماً يزدك براً ... واذكره سراً وإن جهرت
وراقب الوقت والتجلي ... واصبر تر الخير إن صبرت
فالوقت سيف يقطعك عنه ... يا حبذاً إن له قطعت
وصل حبال الوداد حتى ... تفوز بالأنس إن وصلت
وعانق الصمت والتأني ... ورافق الجوع إن سهرت
ووافق القوم ما استقاموا ... ولا تنافق إذا صحبت
ومر بعرف لا تخش لوماً ... عن منكر فإنهَ إن رأيت
ولا تسكتن في الحالتين ... فيسخط الله إن سكت
يسر ولشر سدد وقارب ... وجانب الناس ما استطعت