ومن يتدبر التاريخ الإسلامي ويلاحظ الحوادث بعد رسول اله صلى الله عليه وسلم يعلم ما لأبي بكر رضي الله من الأعمال الخطيرة في سبيل التأيد مركز الإسلام.
فهو مسكن ما حدث بالصحابة يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. توفي رسول الله فأخذة الدهشة من الصحابة مأحذها حتى أن عمر رضى الله عنه جعل يهدد من يقول ان رسول الله قد مات إلى أن أتى أبو بكر رضي الله عنه وكان في أهله بالسنح بإذن من رسول الله صلى الله عليه فأقبل لايلوي على أحد حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة وهو مسجى في ناحية البيت عليه برد حبره فأقبل حتى كشف عن وجهه فقبله ثم قال بأبي أنت وأمي أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذاقتها ثم لن يصيبك بعدها موتة أبداً ثم رد الثوب على وجهه وخرج وعمر يكلم الناس فقال على رسولك يا عمر فأنصت بأبي ألا أن يتكلم فلما رأه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فهمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية (وما محمد إلا رسول قد خلد من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقبلتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزى الله الشاكرين) قال أبو هريرة فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت على رسول الله حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها فعقلت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله قد مات فلله هذه القلوب ما أسرع أوبتها وأعترفها بالحق ولله در أبي بكر وأشد ثباته وأقوى جأشه رضي الله عنهم أجمعين.
كان أبو بكر من أكبر العاملين على جمع كلمة الصحابة على الخلافة بعدما كادوا يتفرقون. اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة يتفاوضون بشئون الخلافة فنما الخبر إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فانطلاقا مسرعين خشية تغرق الكلمة فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فأدلى بالحجة ثم قال إني أختار لكم أحد هذين الرجلين. عمر بن الخطاب وأبا عبيدة الجراح فقالا لا نتقدم عليك أنت أفضل المهاجرين وثاني اثنين إذ هما في النار وخليفة