اللغة العربية الشريفة يجب على كل مسلم مهما كان جنسه ومذهبه ولغته ومشربه أن يعطيها حقها من الاعتناء وقسطها من الاعتبار. لأنها لغة القرآن الكريم الذي هو أساس الشريعة الإسلامية الغراء. ومنبع الفضائل السامية والأخلاق الكاملة كيف يكون حال المسلم الذي يجهل لغة القانون الإلهي الذي أنوله الله للمسلمين ليتعبدوا بتلاوته وأحكامه ولغة الأحاديث النبوية التي توضح ما أشكل من معاني الكتاب وتبين ما أبهم من إشاراته وتفصل ما أجمل من أوامره وتحث على مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال.
هذه اللغة الكريمة أقدم اللغات الحية الغنية بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها لغة القرآن لغة الدين الإسلامي لغة العلم أصبحت اليوم والعارفون بها أقل من القليل ولذلك ترى المسلمين متناكرين غير متعارفين متخاذلين غير متعاضدين لأن للإسلام جامعتين عظيمتين عليهما ترتكز قواعده ومنهما يستمد رواءه وقوته جامعة الخلافة وجامعة اللغة العربية وبالثانية يكون التعارف والتآلف للانضمام إلى لواء الأولى أدام الله تأييده.
المسلمون في حاجة تامة لتعميم اللغة العربية فيما بينهم لأن بتعميمها تعميم مبادئ الدين القويمة التي تحض على الاتفاق والائتلاف وتحث على التعاضد والتعاون وتجعل المسلمين جميعاً من ترك وعرب وكرد وغير ذلك يداً واحدة على من ناوأهم ملتفين حول عرش الخلافة العظمى والإمامة الكبرى.
إذا تعممت اللغة العربية بين المسلمين تجلت لهم تلك المدنية الزاهرة التي بلغت بالمسلمين في أبان مجدهم منزلة تحسدهم عليها الأفلاك وتطأطأ لها جباه الجبابرة.
لا يتسنى للمسلمين أن يجعلوا وجهتهم الجامعة الدينية العظيمة إلا باتباعهم أوامر الدين الذي يحض على الاتحاد والوفاق وعدم الالتفات إلى الاختلاف بالجنس واللغة ولا تمكن معرفة هذه الأوامر إلا بشيوع اللغة العربية بين جميع المسلمين ولا شك أن ملوك الإسلام مطالبون بالاعتناء بهذه اللغة الكريمة وحث رعاياهم على تعلمها وتعليمها للأسباب المار ذكرها. والدولة العلية العثمانية مكلفة بهذا الواجب أكثر من غيرها لأنها دولة الخلافة الإسلامية التي يتعلق بأهدابها مسلمو العالم في جميع الأقطار وهم يدينون بالقرآن الكريم