لا يزال فريق من دعاة الإلحاد ينفث في روع العامة حب الجنس والعصبية وترك الدين والإسلامية. ويساعد هذا الفريق الملحد في بث هذه المبادئ المضرة زعنفة من دعاة الأغيار، الذين شرهت نفوسهم بحب الدرهم والدينار، فتسممت من تأثير ذلك الأفكار، وتفرقت القلوب وانقسمت الأمة أقساماً شتى، ودارت في خلد الكثيرين، خيالات وأوهام، وتصورات وأحلام، واعتقد غير واحد من العقلاء أن الساعة التي ينفجر فيها البركان وتتحطم الأوطان آتية لا ريب فيها!.
ويلٌ لهؤلاء الأغرار الألى ينفثون هذه السموم، ويبثون هذه الأفكار! إنّ يوماً يتلاشى به الدين. ويقوم مقامه الجنس بين المسلمين لهو يوم غشمشم عصيب ينذر بالمصائب الفادحة، والنوائب الفاضحة، بل هو اليوم الأخير الذي تنقصم به عروة هذه الأمة الكبيرة، التي لم تصل إلى ما وصلت إليه من المجد والعظمة وكثرة العدد والعُدد إلا يوم قال لها نبيها العظيم صلى الله عليه وسلم ليس منا من دعى إلى عصبية، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى لا جنسية في الإسلام أهـ.
ويوم قرعها الله سبحانه وتعالى بباهر آياته إذ قال:(وجعلناكم قبائل وشعوبا لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) إلى غيرها من الحكم السياسية الباهرة، التي ضمت تحت كنفها ذلك الجمع العظيم.
فهل بعد ذلك يسعى هؤلاء الأغرار في بث روح تنافي روح الله في كتابع الجليل، وهل بعد ذلك تنشرح صدور الأمة لسماع أمثال تلك الأقوال؟.
ألا إن الأمة الإسلامية ولا سيما العربية يجب عليها أن تنتبه إلى ما يدس بين ظهرانيها من السموم التي تنفثها الأغيار للاستيلاء على الديار.
ألا لينتبه المسلمون إلى ما أصاب إخوانهم ممن وقعوا تحت عبء الاستعمار الأوربي، فيدفعون عنهم شراً وبيلاً وداء مستفحلاً فإن إخوانهم لم يقعوا في حبال ذلك الشرك الهائل إلا يوم بث فيما بينهم روح البغض للدين، وحب الجنس والعصبية ذلك اليوم الذي توصل به الأغيار إلى إلقاء نار الفتنة بين العناصر الإسلامية فتطاحنت وتشاحنت وكاد الأمر