قال أبو منصور الثعالبي في كتابه الإعجاز والإيجاز لم أسمع أحسن وأوجز من قول عمر بن عبد العزيز أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما وكتب إلى عامل حمص يقول أنها تحتاج إلى حصن فقال: حصنها بالعدل والسلام.
وأوصى رضي الله عنه يزيد بن عبد الملك ولي عهده عند احتضاره بكتاب قائلاً أما بعد فاتق الله يا يزيد الصرعة بعد الغفلة، حين لا تقال العثرة، ولا تقدر على الرجعة، إنك تترك ما تترك لمن لا يحمدك، وتصير إلى من لا يعذرك والسلام. ووقع في كتاب أرسله لبعض عماله يستأذنه في مرمة مدينته ابنها بالعدل ونق طرفها من الظلم وفي مثل ذلك. حصنها ونفسك بالتقوى. وغلى صاحب العرق لما أخره عن سوء طاعة أهلها. ارض لهم ما ترضى لنفسك وخذ بجرائمهم بعد ذلك. ووقع في قصة متظلم العدل أمامك وفي رقعة محبوس تب تطلق وفي رقعة متنصح لو ذكرت الموت شغلك عن نصيحتك. وفي رقعة رجل شكى أهل بيته أنتما في الحق سيان. وفي رقعة ارمأة حبس زوجها. . العدل حبسه وفي رقعة رجل تظلم من ابنه إن لم أنصفك منها فأنا ظلمتك. وقال رضي الله عنه ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر بأهله وقال كن من الموت على حذر.
يزيد بن عبد الملك
ما الطمع فيما لا يرجى وما الخوف مما لا بد منه وكان يقول لو دام الملك لم يصل إليك ولا تترك حسن رأي فإنما تفسده عثرة. ووقع في قصة متظلم شكى آل بيته ما كان عليك لو صفحت عنه واستوصلتني وكتب إليه عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس يستأذنه في غلام يهديه إليه فكتب إليه يزيد إن كنت فاعلاً فليكن جميلاً ظريفاً لبيباً كاتباً فقيها حلواً عاقلاً أميناً سرياً يقول فيحسن ويحضر فيزين ويغيب فيؤمن فكتب إليه قد التمست صفة أمير المؤمنين فلم أجدها إلا في القاسم بن محمد وقد أبى أهله.
هشام بن عبد الملك رحمه الله
إنا لا نتخذ جلسائنا خولاً ليس لك أن تغلظ لأمامك. وقال له بعض آل مروان أتطمع في الخلافة وأنت جبان بخيل فقال كيف لا أطمع وأنا حليم عفيف وكتب إلى مسلمة بن عبد