الملك: طهر عسكرك من أهل الفساد فإن الله لا يصلح عمل المفسدين. ووقع في قصة مظلوم: أتاك الغوث إن كنت صادقاً وحل بك النكال إن كنت كاذباً فتقدم أو تأخر. ووقع لعامله في العراق في أمر الخوارج: ضع سيفك في كلاب النار وتقرب إلى الله بقتل الكفار وقال احذر ليالي البيات. إن النعمة إذا طالت بالعبد ممتدة أبطرته فأساء حمل الكراتمة واستقل العافية ونسب ما في يديه إلى حيلته وحسبه وبيته ورهطه وعشيرته فإذا نزلت به الغير وانكشطت عنه عماية الغي ذل منقاداً وندم حسيراً وتمكن منه عدوه قادراً عليه قاهراً له.
الوليد بن عبد الملك
لله فينا علم غبب نحن صائرون له وقال لهشام يوم توفي مسلمة بن عبد الملك يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى وقد أقعر بعد مسلمة الصيد لمت رمى واختل الثغر فدهي وعلى أثر من سلف يمضي من خلف فتزودوا فإن خير الزاد التقوى وقال يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد الشهوة ويهدم المروءة وينوب عن الخمر ويفعل فعل السكر فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء فإن الغناء رقية الزنا أقول ذلك فيه على أنه أحب إلي من كل لذة وأشهى إلي من الماء إلى ذي غلة ولكن الحق أحق أن يقال. وكان يقول يعجبني نشاط على غب ومن كلامه لا تؤخر لذة اليوم إلى غد فإنه غير مأمون.
يزيد بن الوليد بن عبد الملك رحمهم الله
خطب لما قتل الوليد بن يزيد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيه الناس والله ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا حرصاً على الدنيا ولا رغبة في الملك وما بي إطراء نفس وإني لظلوم لها إن لم يرحمني ربي ولكن خرجت غضباً لله تعالى ولدينه وداعياً إلى الله تعالى وإلى سنة نبيه لما هدمت معالم الهدى وأطفي نور أهل التقى وظهر الجبار العنيد المستحل لكل حرمة الراكب لكل بدعة مع أنه والله ما كان يؤمن بيوم الحساب وإنه لابن عمي في النسب وكفي في الحسب فلما رأيت ذلك استخرت الله تعالى في أمره وسألته أن لا يكلني إلى نفسي ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي حتى أراح الله منه العباد وطهرت منه البلاد بحول الله وقوته وإن لكم علي أن لا أضع حجراًُ على حجر ولا لبنة على لبنة ولا أكنز مالاً ولا أعطيه زوجة ولا ولداً ولا أنقل مالاً من بلد إلى بلد حتى أسد فقره وخصاصة أهله