من مقالة نشرت في جريدة (الحق يعلو) بإمضاء الكاتب الشهير عبد العزيز الجاويش
قال: تعصبت علينا أوروبا المسيحية قرناً كاملاً أفقدتنا فيه بفرط تعصبها نحو نصف ملكنا.
أفسحت صدور حواضرها للجمعيات والعصابات ولانضم كبار رجالها في لندن وباريس إلى هؤلاء الأشقياء ثم جعلوا يمدونهم بالمال ويزودونهم بالسلاح ويؤيدونهم بالقول والكتابة.
انتظمت العصابات البلقانية وكان لها من أساطين المسيحية وأركان السياسية في أوروبا أكبر معوان وأشد ساعد.
كانت تلك العصابات الأثيمة تدبر المذابح في البلقان وتلقي القنابل على المسلمين استفزازاً لغضبهم وإثارة لمطمئن نفوسهم. فكانوا بما يلقون عليهم من تلك القنابل يصيبون المسلمين في ذراريهم ونسائهم وسائر ضعفائهم كما كانوا يدمرون مساجدهم وبيت أشرافهم حتى يندفع هؤلاء بدوافع الحنق والغيظ إلى شيء من الانتقام والثأر فماذا كانت تفعل إذ ذاك أوروبا المتمدنة الراقية؟.
لا يكاد يقتل أولئك المصابون في أنفسهم وأموالهم واحداً من أولئك الأشرار حتى تقوم القيامة وتصيح الصحف ويخطب الخطباء في البرلمانات ويصور السلمون في المحلات سفاكين للدماء ذباحين للأبرياء سلابين نهابين للأموال والأسباب ثم تللو ذلك أصوات الاستصراخ إلى محاسبة الحكومة العثمانية وتحرير الأمم البلقانية.
كذكل كان يفعل سياسيو أروبا وكتابها من كل الطبقات وهم المدبرون لتلك المكايد العالمون بما تفعل العصابات البلقانية الطماحون إلى تحقيق أمنيتهم العظمى وغايتهم الأخيرة وإن هي إلا محاربة الإسلام ومحو معالمه عن الأرض.
ولقد اقتطفت أيدي الصليبيين اليوم ثمرات ما كادوا ودبروا منذ جيلين تقريباً فانسلخت عنا ألبانيا ومقدونيا فخرجنا بذلك عن قارة أوروبا خاسرين ثلث ما بقي من ملكنا.
ولم يكد يستقر الصلح حتى قامت صحف أوروبا تستأنف حملاتها التي تعودناها في سبيل البلقان منذ أزمان فهي اليوم تخوض في أمر أرمينيا ونقص من مفتريات أحاديثها ما تريد من ورائه إتمام حل المسألة الشرقية قبل أن يمضي صك المصالحة وتقفل جنودنا عن ميادين القتال في شتالجة وغليبولي.
قام منذ أيام خطيب من أعضاء الجمعية المقدونية في البرلمان الإنكليزي فجعل يحض