لنأمرن بالمعروف وتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم حديث شريف بين فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم درجة الأمر بالمعروف وأنها لأزمة واجبة وأن الناس إذا أهملوها فلم ينكروا منكرا ولم يرشدوا آثما سلط الله عليهم شرارهم فلا يقوون على دفعهم ثم يشتد الضيق والضنك حتى يدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر عظيم الفائدة، كبير التيجة يدل على ثبات في الجأش، وقوة في قول الحق، وصلابة في الدين والعقيدة.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال العلماء رضي الله عنهم هو القطب الأعظم في الدين، والمهم الذي ابتعث الله له النبيين، والأمر الذي به تحيى الصفات والأخلاق والقربة التي تتضاءل دونها درجات القربات. لو طوي بساطه. وهمل علمه وعمله، لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاع الجهل والجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد. وقد كان الذي خفنا أن يكون فكل ما نشاهده بأم العين اليوم من التهتك والخلاعة والفحش والجهل وفساد الأخلاق وشتم أهل الدين وثلم أعراض المصلحين وشرب الخمور وترك الصلوات والخيانة والإيذاء والرشوة والظلم والدعاء إلى العصبية الجنسية وتفريق الكلمة وإيقاع الشقاق والكذب وتنفير الأمة من حاكمها والنداء بذم الحكومة لتسقط هيبتها وتخفض شوكتها وتسمية السفلة والأوباش بالمصلحين وسكوت أهل العلم عنهم و. و. والخ ناشئ ذلك كله ومتسبب عن عدم إنكار المنكرات والنهي عنها ولو أنا أنكرنا كل شيء نراه في ديننا منكرا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من التأخر والانحطاط.
عدم إنكار المنكرات يترتب عليه كما قلنا كل مفسدة وعنه ينشأ كل رذيلة وهو العادة الوخيمة والخصلة الذميمة التي أنهكت قوانا وأذهبت روح آدابنا وجعلتنا عبرة لغيرنا وصيرت كلمة الباطل حقاً وكلمة الحق باطلاً كل من تدين بالدين الإسلامي ودخل قلبه نور هداه يتأكد أن الشريعة الطاهرة ما جاءت إلا لهدي البشر ونفعه وإنقاذ من مهاوي النفس والشيطان فهي أبداً تحث على التناصح وتحض على التواصي بالحق وقد جعلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات المؤمنين والعمل بضد ذلك من صفات المنافقين