للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السلام في الإسلام]

إن لمن أحسن المواضيع التي يخوض فيها الكتاب الحث على الآداب الإسلامية والأخلاق المحمدية لأن من تمسك بها نال الحظ الأوفر وفاز بالقدح المعلى كيف لا وقد قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقال عليه الصلاة والسلام فعليكم بسنني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإن من سننه صلى الله عليه وسلم السلام وقد كانت تحية العرب قبل الإسلام عم صباحاً وتحية أهل الذمة بالأكف والأصابع والأكاسرة بالسجود للملك وتقبيل الأرض والفرس بطرح اليد على الأرض أمام الملك والحبشة بعقد اليدين على الصدر مع السكينة والروم بكشف الرأس وتنكيسها وحمير بالإيماء بالدعاء بالأصبع وتحية ملك اليمامة بوضع اليد على كتف المحيى فإن بالغ رفعها ووضعها مراراً فلما أشرقت شمس افسلام واستنارت كواكبه نسخ جميع التحيات وأمر بلفظ (السلام عليكم) معرفاً بأل أو سلامٌ عليكم منوناً وهو من القربات العظيمة لأنه أفضل التحيات إذ هو تحية الملائكة فيما بينهم وتحية أهل الجنة في الجنة قال الله تعالى (وتحيتهم فيها سلام) وإليك بعض ما ورد في الحث عليه قال تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم وروى الدارمي والترمذي وابن ماجة بإسناد حسن عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.

وروى البخاري في صحيحه عن عمار رضي الله عنه ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار وروي هذا مرفوعاً في غير البخاري وهذا من جوامع الكلم وكيفية السلام أن يقول المسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بضمير الجمع وإن كان المسلم عليه واحداً ويقول المجيب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ويأتي بواو العطف في قوله وعليكم فإن قال المبتدئ السلام عليكم حصل

<<  <  ج: ص:  >  >>