الجواب الأول للعلامة الكبير الأستاذ الفاضل صاحب الإمضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ملهم الصواب، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى جميع الآل والأصحاب. ومن به آمن وله وإليه في كل أموره آب.
أما بعد فقد رأيت في الجزء الثاني من مجلد السنة الثانية من مجلتكم الغراء سؤالاً بإمضاء ي. ص يسأل فيه صاحبه عن حكم التمثيل المسمى (بالرواية) هل هو محظور أو جائز شرعاً ويطلب الجواب عنه من أهل العلم بالدين وفي الحديث الشريف من كتم علماً عن أهله ألجمه لله تعالى يوم القيامة بلجام من نار وأني وإن كنت لست من رجال هذا الميدان ولم يتعين علي الجواب لو كنت منهم وفيهم ولله الحمد كثرة أحببت أن أذكر ما رأيته في هذا الباب تاركاً الحكم فيه لأولي البصائر والألباب فأقول:
إنَّ السؤال ورد في تمثيل مخصوص وقع في جمعية مخصوصة وبما أن الحكم على الشيء فرع من تصوره ولم أكن حاضراً فأتصوره أذكر حكم الفقهاء على أصل التمثيل وأترك الجواب عن سائره لمن كان من العلماء حاضراً قال العلامة ابن حجر المكي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر في قسم الكلام على الغيبة بعد الاستدلال على تحريمها وبيان أقسامها وحدها بأنها ذكرك أخاك بما يكره قد يتوهم من حدهم السابق للغيبة أنها تختص باللسان وليس كذلك لأن علة تحريمها الإيذاء بتفهيم الغير نقصان المغتاب وهذا موجود حيث أفهمت الغير ما يكرهه المغتاب ولو بالتعريض أو الفعل أو الإشارة أو الإيماء أو الغمز أو الرمز أو الكتابة قال النووي بلا خلاف وكذا سائر ما يتوصل به فهم المقصود كأن يمشي مشيته فهو غيبة بل هو أعظم من الغيبة كما قال الغزالي لأنه أبلغ في التصوير أو التفهيم وأنكى للقلب وقال ومنها أي من التنبيهات التي ذكرها البواعث على الغيبة كثيرة أما تشفي الغيظ بذكر مساوي من أغضبك ثم قال وأما اللعب والهزل فيذكر عن غيره ما يضحك الناس به وأما السخرية والاستهزاء به في غيبته كهو في حضرته تحقيراً له. وروى أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها