الراحة والطمأنينة وتزحزح عن الأفئدة غيوم القلق والاضطراب وتسهل على الخلق صعوبات الحياة ومرارة العيش كما أنهم تبعثهم على احتمال المكاره ومقارعة الشدائد وتهون عليهم مصادمة الأهوال واقتحام المهالك وتأخذ بهم إلى مصاعد الكرامة ومعارج العز والسعادة وهي نعم المسلي عند حلول المصائب واشتداد النوائب وأقوى باعث للإنسان على ملازمة الصبر عند تفاقم الأحزان وتراكم النوازل وأكرم مرشد على الاعتصام بالخالق في المخاوف والالتجاء إليه في المعاطب من فقدها فقد طيب الجياة وعاش في الدنيا مهينا قال صاحب العروة الوثقى ما نصه أنه ما وجد فاتح عظيم ولا محارب شهير ثبت في أواسط الطبقات ثم رقى بهمته أعلا الدرجات فذللت له الصعاب، وخضعت له الرقاب، وبلغ من بسطه ما يدعو إلى العجب ويبعث الفكر على طلب السبب إلا كان معتقداً بأن الأمور تجري بقضاء وقدر وهذا أمر يعترف به طلاب الحقائق فضلاً عن الواصلين وأن بعض حلماء الإفرنج وعلماء سياستها التجأوا إلى الخضوع لسلطة القضاء والقدر وأطالوا البيان في إثباتهما ولسنا في حاجة إلى الاستشهاد بآرائهم. أهـ