للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإسلام والإيمان]

الإسلام هو الاستسلام إلى الله والانقياد لأحكامه بمعنى أن تبرأ من حولك وقوتك وعلمك وما قلت وما عملت وما تخيلت وما أملت مسلماً وجهك إليه مجرداً روحك له متوجهاً بقلب خاشع وضمير صاف ونفس نقية إلى قيوم السموات والأرض فاراً من الأغيار ملتجئاً إلى جنابه من دعوى الأنانية والاستقلال معتصماً بحضرته من الرعونات النفسية والكدورات البشرية راغباً غليه أن يوفقك لتعلم ويهديك فيما لا تعلم حتى تستوجب رضاه وتستحق كرامته في دنياك وأخراك.

هذا هو معنى الإسلام الذي اختاره الله على سائر الأديان وبعث به رسله عليهم الصلاة والسلام وتمت الدعوة إليه بخاتمهم وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم وقام به الصحابة والسلف رضي الله عنهم ففتحوا لابلاد ودوخوا الملوك والأكاسر وأبادوا عروش القياصرة وسادوا على الأمم جميعاً.

(ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) وأما الإيمان فمعناه التصديق بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما علم من الدين بالضرورة وأركانه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء خيره وشره من الله تعالى.

وقد قدمنا معنى الإيمان بهذه الأصول الستة بما لا يعوزنا إلى زيادة الإيضاح. وإذا عرفت ذلك تأيد لديك أن الدين الإسلامي هو الدين العام الذي جعله الله دين رسله وأصفيائه ومقدمة لإفاضة أنوار علمه عليهم والأصل الذي يرجع إليه العالم كله. ولو أدرك الناس كافة معنى الإسلام وفقهوا كنه ما يرمي إليه لما وجد على الأرض من يدين لله بدين آخر.

وهنا يحسن بنا أن نورد شيئاً مما كتبه العالم الاجتماعي الكبير فريد بك وجدي في معنى الإسلام ليتضح للقراء ما تضمنه من السماحة والمحاسن الأدبية والأخلاقية والاجتماعية مما يؤدي إلى الاعتراف بأنه اشرف الأديان وأكملها. .

قال حفظه الله: (الإسلام) هو الدين الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمة للأديان ولأجل بيان حقيقة هذا الدين المبين يحسن بي نقل ترجمة ما كتبته لمؤتمر الأديان باليابان في هذه السنة.

لم أجعل غرضي من مقالي هذا إلا أمراً واحداً إذا فهم حق الفهم كان أشد في جذب الناس إلى هذا الدين من كل البراهين المعجمة والحجج الملزمة ذلك الأمر هو أن الإسلام ليس

<<  <  ج: ص:  >  >>