قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال بعض الرواة تعني قصيرة فقال لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته أي لا تنته وغيرت رائحته قالت وحكيت له إنساناً فقال ما أحب إني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا انتهى.
وهذا بالنسبة لتمثيل المسلم أما تمثيل الكافر فإن ذمياً فقال ابن حجر في الزواجر أيضاً الوجه بل الصواب تحريم غيبة الذمي كما تقرر أو لا وروى ابن حيان في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع يهودياً أو نصرانياً فله النار وقال ومعنى سمعه اسمعه بما يؤذيه ولا كلام بعد هذا أي لظهور دلالته على الحرمة وقال الغزالي وأما المبتدع فإن كفر أي ببدعته فكا الحربي وإلا فكا لمسلم وأما ذكره ببدعته فليس مكروهاً انتهى ومن هذا يعلم أن التمثيل وهو حكاية حال الغير سواء كان مسلماً أو ذمياً أو مبتدعاً لا يكفر ببدعته حرام غلا ذكر بدعته فليس حراماً ولا مكروهاً. وأما الجواب عن سائر ما وقع في الجمعية التمثيلية بما أشار له السائل وطلب الجواب عنه فإنه منوط كما قدمنا بمن شاهده من علماء الدين مثل أصحاب الفضيلة الشيخ عبد الرزاق أفندي البيطار والشيخ جمال أفندي القاسمي الحلاق والشيخ رشيد أفندي سنان وعبد الرزاق أفندي الدردري ومحمد أفندي الحكيم وأبي السعود أفندي مراد الذين حضروها وشاهدوا الأعمال التي حوتها (فماء راء كمن سمعا) والله تعالى أعلم.
دمشق
محمد عارف المنير الحسيني
الجواب الثاني للعلامة المحقق الأستاذ الفاضل صاحب الإمضاء
بينما كنت أراجع الجزء الثاني من مجلة (الحقائق) الغراء من السنة الثانية عثرت على سؤال تحت عنوان رواية زهير الأندلسي لصاحب الإمضاء ي. ص سأل فيها أصحاب المجلة المذكورة وفضلاء العلماء عن التمثيل هل هو جائز وارد في الشرع أو محظور فهي عنه وتفصيل السؤال هناك وخلاصته أن السائل المذكور شهد تمثيل غلمان المدرسة العثمانية لهذه الرواية فقام أحد أساتذتها ومدح التمثيل بغلو حتى جعله من الاعتبار الوارد في قوله تعالى (فاعتبروا) الآية ومن مكارم الأخلاق الواردة في السنة (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ثم ظهر غلمان متزينون ينشدون أدواراً منها (إنما التمثيل فرض جاء في