للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى (المنافقون والمنافقات بعضهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) وقال تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) ولذا قال العلماء رضي الله عنهم هنا نعت المؤمنين بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالذي هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خارج عن هؤلاء المؤمنين المنعوتين في هذه الآية الشريفة هذا وقد انعقد إجماع الأمة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال الله تعالى (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) بين أنهم آثمون بتك النهي وقال تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا اللذين ظلموا بعذاب بئس بما كانوا يفسقون) بين أنهم استفادوا النجاة بالنهي عن السوء. قال العلماء رضي الله عنهم وهو يدل على الوجوب وقال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) بين أن ترك نكران المنكر تعاون على الإثم والعدوان. وقال تعالى (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك من الصالحين) لم يشهد له بالصلاح بمجرد الإيمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بمعروف أو صدقة أو إصلاح بين الناس) ومن تأمل قول الله تعالى (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون علم أن ترك النهي عن المنكر فيه غاية الوعيد، ونهاية التشديد إذ تسبب عنه استحقاقهم اللعنة على لسان داود وعيسى ابن مريم قال ابن جرير عند الكلام على هذه الآية الشريفة بسنده إلى ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيراً فإذا كان من الغد لم منعه ما رأى منه أن يكون ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ثم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي المسيء ولا تواطئونه على الخواطر أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض وليلعنكم كما لعنهم. وبسنده إلى عبيدة عن عبد الله قال لما فشا المنكر في بني إسرائيل جعل الرجل يلقى الرجل فيقول يا

<<  <  ج: ص:  >  >>