الأمر لله سبحانه فإن القضاء محتم والقدر مبرم وإن شاء الله تعالى لا أتأخر عن إبلاغكم الأخبار السارة بالطرق التي أستطيع مخابرتكم بها وقد استصحبت معي حضرة العلامة المرشد الشيخ السيد صالح أفندي الشريف التونسي وعشرة ضباط (أركان حرب) وعدداً وافراً من متطوعي المغاربة وغاية الأمل منكم أن تكونوا روحاً واحدة في جسد واحد كبيركم يرحم صغيركم وصغيركم يوقر كبيركم أهـ.
وبعد سفر الأمير المشار إليه رغب كل من ولديه الأميرين محمد سعيد وعبد القادر على اللحاق به وحسماً للخلاف اقترعا على الذهاب فأصابت القرعة الأمير عبد القادر فخف لمساعدة والده وقد وردت برقية من حضرة الأمير علي باشا بوصوله وولده سالمين (لسيدي براني) ونص البرقية (صحتنا بخير ولدنا وصل لطرفنا الأحوال جيدة).
وهنا يحسن بنا أن نحمد سياسة الحكومة في بعثة هذا البطل الكبير يصحبه فئة من المفكرين الخبيرين لتنظيم المجاهدين في طرابلس، وحثهم على المثابرة على الدفاع عن حوزة الدين والوطن وسنرى بحوله تعالى وقوته من أعماله الخطيرة الجليلة في تلك الأصقاع ما يرفع من شأن هذه الأمة ويخلد له بالذكر الجميل مدى الدهر ولا غرو فالأمير من سادة عرفوا بالشجاعة وحسن السياسة ويكفيه أنه شبل ذلك الأسد الذي قام يجاهد الفرنسيس مدة عشرين سنة في زمن نابليونها الثالث أخذ الله بيده ووفقه لما يكبت العدو ويفرح الصديق آمين.