للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحماسة سائدة بين الجميع على رغم أنف من يريد التفرقة بينهم فليدع المتخرصون تخرصاتهم فإن الشرع الشريف يعتبر مواطنينا المسيحيين قسمين ذمي ومعاهد فالذمي له ما المسلمين وعليه ما عليهم دمه حرام، وعرضه حرام، وماله حرام ولا يحل لمسلم أن بمثابة فضلاً عن أن يتعرض له بسوء والمعاهد الأجنبي قد دخل البلاد بإذن الخليفة الأعظم فهو محقون الدم مصون العرض محفوظ الحقوق عملاً بالأمان الذي منحته الحكومة إياه ومن أوفى ذمة من المسلمين وليرجع القارئ إلى مقالة صاحب المقتبس (التكهن السياسي المنشورة عدد (٧٩٥) ومقالة ماليتنا والإعانات (المنشورة عدد ٧٩٩ وإلى مقالة الأقاويل والأراجيف الموقعة بإمضاء س. ز المنشورة عدد ٨٠١ ويتصفح جريدته وليقابل بينها وبين غيرها من الجرائد العثمانية التي تتقد حماسة وغيرة وتحمل العثمانيين على أن يفدوا دولتهم العثمانية بأنفسهم وأموالهم وأولادهم وأن يعيشوا شرفاء أو يموتوا أعزاء قال لنا بعض الناس أنني حينما أقرأ جريدة المفيد تأخذ في الحماسة الشديدة وآخذ العهود على نفسي أنني إذا وجدت احتياجاً في دولتي لا مثالي لا فدينها بنفسي ومالي وإذا طالعت جريدة المقتبس يعتورني اليأس والخور وأتصور أن الطليان لابد أن يأخذوا طرابلس الغرب وأن حماستنا وغيرتنا وإعاناتنا وقوتنا لا تقيد شيئاً وقد اجتمعنا بكثير ممن كانوا يعتقدون فيه الوطنية فرأيناهم ساخطين عليه وقد ظهر لهم ما كان يخفيه من العداء للأمة والملة.

ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى علي الناس تعلم

ذلك بعض ما قام به صاحب المقتبس من المفاسد فلما كان عمل العثمانيين تجاهها هل رهبوا إليه ونصحوه وبينوا له خطورة الأمر هل أقاموا عليه احتجاجاً مشروعاً ليرتدع فما هو عليه من الغي ويرجع إلى الصواب شاء أم أبى هل رفعوا أمره إلى الحكومة لتتلاقى الخطر قبل أن يتسع الخرق؟ هل قاطعوا جريدته ورفضوا الاشتراك ليتضح له خلل رأيه وأن الأمة قد انتبهت له فيعدل خطته أو يعتزل الصحافة فيريح الناس من إفساده وسخافة رأيه حقاً ليس الوقت وقت خصام وشحناء وتضاغن وعداء وتخطئ مخطئ وتفيد مزاعم متحرض وإنما الوقت وقت أن نجتمع بدا واحدة ونعمل على تلاقي هذا الخطر المحدق بنا الذي لا يعلم ما تكون النتيجة فيه (وستكون خيراً أن شاطئه) وليكن من لنا بتقييد تلك اليد الأثيمة عن تفريق وحدتنا والعبث بمصالحنا وزرع اليأس في قلوبنا والتلاعب بديننا. نحن

<<  <  ج: ص:  >  >>