للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذب الغيور ويحمون ساحته حماية الليث الهصور تصديقاً لقول الصادق الأمين لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين (البحث الثاني) في بيان المهم من كلماته وما يترتب عليه بسببها فنقول قال في العدد المار ما لفظه (قرأت في المفيد الأغر سؤالاً يطلب صاحبه بيان الحقيقة عما جاء في مجلة (الحقائق) جواباً على حكم التمثيل من حيث هو وما كنت لأجهد النفس عن البحث عن البديهيات ولكن يعزّ عليَّ أن أرى الدين أصبح ألعوبة تتقاذفها الأهواء وأظل ساكناً) الخ قدمنا أن جميع ما حرره في مقالته خارج عن دائرة أدب الشريعة وكان اللائق عدم الجواب عنه إلاَّ أننا نخشى من ظنه وظن أمثاله أن أهل العلم عاجزون عن جوابه وعن تزييف كلامه فلنتكلم على المهم منه فنقول:

إن كان مراده بألعوبة أن الأدلة التي قامت على تحريم التمثيل من الكتاب والسنة هي الألعوبة فإن كان جاهلاً فيعرف بما أجمع العلماء على تحريمه من ذلك فإن أنكره استتيب فإن تاب فبها ونعمت وإلا فعلى الحاكم مجازاته بما يستحق لأنه معاند ومتبع لنفسه وهواها ثم قال (فإن جاز وجود مجتهد يقول بحرمة التمثيل جاز أن يكون القائل بإباحته مثل ذلك).

قلت معاذ الله أن يحل العلماء ما وضح تحريمه بالدليل القاطع والبرهان الساطع فإن من حرم حلالاً مجمعاً عليه أو أحل حراماً كذلك أو أباحه فقد خرج من ذمة المسلمين ولو كان مباحاً عند أحد منهم كما ادعى هذا الأخرق لبينوه أحسن بيان ولعضدوه بأقوى برهان إذ ليسوا عاجزين عن الجواب ولا يفتقرون إلى أحد في كتاب لأنهم أفصح لساناً وأوضح حجة وبياناً ولما لم نر أقلامهم ولا سمعنا كلامهم تبين افتراؤه عليهم على أن التمثيل لو خلا عن جميع المحرمات على سبيل الفرض فهو من اللهو الباطل لقوله صلى الله عليه وسلم كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إلاَّ رميه بقوسه أو تأديبه فرسه أو ملاعبته امرأته فإنهن من الحق.

ثم قال (أنه حدث في الأزمنة الأخيرة الخ) قلت هذا من جملة جهله وتمويهه فكيف يدعي حدوثه وهو قديم وموجود قبل الإسلام بل قبل ميلا المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام بأربعة أو خمسة قرون واسمه عندهم التياترو واشتقاقه من التياتروم أو التياترون كما قاله الفاضل فريد وجدي وتياترو كلمة إفرنسية معناه الملهى والملعب فتسميته بالتمثيل الأخلاقي أو الأدبي تمويه يُراد به ترويج هذه البدعة المضلة في نفوس الجاهلين والأحرى

<<  <  ج: ص:  >  >>