فدكي إلى لقاء جمع الفرس بالحصيد فسارات حتى التقيا بهم فقتل من العجم مقتلة عظيمة وقتل القائدان وانهزموا إلى الخنافس فسار أبو ليلى بمن معه في أثرهم فلما أحسوا بهم هربوا إلى موضع يقال له المضيج وبه بعض عرب الجزيرة جاؤا مدداً لأهل الحصيد فكاتب خالد القعقاع وأبا ليلى وواعدهما المضيخ وسار إليهما فاجتمعوا وأغاروا عليهم من ثلاثة أوجه وهو نائمون فأكثروا فيهم القتل وهزموهم شر هزيمة ثم توجه خالد إلى بجير التغلبي وهو متجمع في جيشه بالثني فقاتله وهزمه ثم سار إلى البشر وقد تجمع به عسكر عربي ضخم فبيتهم خالد بغارة شعواء ولم يفلت منهم أحد ثم سار إلى الفراض وقد اجتمع به جمع عظيم من الفرس والروم والعرب واتفقوا على قتال المسلمين وعبروا نهر الفرات فقاتلهم المسلمون قتالاً شديداً فهزموهم وأكثروا فيهم القتل وأقام خالد على الفراض عشرة أيام وأمر بالرجوع إلى الحيرة وتخلف مظهراً أنه في الساق ثم توجه إلى مكة فحج ورجع ولم يعلم أبو بكر بذلك إلا بعد رجوعه ثم أنه استخلف على العراق المثنى بن حارثة وأبقى له نصف الجيش وسار بالنصف الآخر قاصداً الشام مدداً لجيوش المسلمين هناك بأمر من أبي بكر رضي الله عنه (للبحث صلة).