للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتركه ثم لا يضرك متى مت. وكتب لابنه عبد الله أما بعد فإنه من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن أقرضه جزاء فاجعل التقوى عماد قلبك وجلاء بصرك فإنه لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لاحسنة له ولا جديد لمن لا خلق له، من أظهر للناس خشوعاً فوق ما في ققلبه فإنه أظهر نفاقاً. لو كان الصبر والشكر بعيرين ما باليت على أيهما ركبت. وخطب بعد أن استفتح فقال أيها الناس إنه والله ما فيكم أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ الحق له ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه. وخطب فقال أيها الناس ما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سيزول وإنما الشيء من أصله وقد مضت قبل الأصول ونحن فروعها فما بقاء الفرع بعد أصله إنما الناس في هذه الدنيا تنتقل المنايا فيهم وهم نصب المصائب في كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصة لا تنالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يستقبل معمر من عمره يوماً غلا بهدم آخر من أجله فإنهم أعوان الحتوف على أنفسهم فأين المهرب مما هو كائن وإنما يتقلب الهارب من قدرة الطالب فما أصغر المصيبة اليوم مع عظم الفائدة غداً وأكثر خيبة الخائب جعلنا وإياكم من المتقين تعلموا النسب ولا تكونوا كنبط السواد إذا س ل أحدكم عن أصله قال من قرية كذا. ثلاث يثني لك الود في صدر أخيك أن تبدأه بالسلام وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه. كفى بالمرء غياً ن تكون فيه خلة من ثلاث أن يعيب شيئاً ثم يأتي مثله أو يبدو له من أخيه ما يخفى عليه من نفسه أو يؤذي جليسه فيما لا يعنيه. وخطب الناس فقال: والذي بعث محمداً بالحق لو أن جملاً هلك ضياعاً بشط الفرات خشيت أن يسأل عنه آل الخطاب. وكتب إلى أبي موسى أنه لم يزل للناس وجوه يرفعون حوائجهم فأكرم من قبلك من وجوه الناس وبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في الحكم وفي القسم.

وكان إذا استعمل العمال خرج معهم يشيعهم فيقول إني لم أستعملكم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أشعارهم ولا على أبشارهم وإنما استعملتكم عليهم لتقيموا بهم الصلاة وتقضوا بينهم بالحق وتقسموا بينهم بالعدل.

أشقى الولاة من شقيت به رعيته: أعقل الناس أعذرهم للناس: لا تؤخر عمل يومك لغدك. أكثروا من العيال فإنكم لا تدرون بما ترزقون: من لم يعرف الشر كان جديراً أن يقع فيه:

<<  <  ج: ص:  >  >>