الأندلسية بيد الإسبانيول الذي كان يدعو لمجرد الدين المسيحي فمن اعتنق الدين المسيحي كانت له الحقوق المدنية أما هؤلاء المتسلطون في هذا الوقت فإن دينهم هو لهم واستئثارهم ولا قيمة للأديان عندهم ويعاملون من عاداهم معاملة الوحوش ولو ترك المسلم دينه وتجنس بجنسهم فلا يرونه أهلاً للحقوق المدنية وبذلك يخسر الدنيا والآخرة.
هذه حقائق راهنة يعلمها من حلت به من المسلمين ومن أتيح له فدخل بلاد الإسلام المقهورة للأجنبي. أخواننا المحترمين أن هذه الحالة المزعجة المذهلة للعقول الحالة بغالب الإسلام قد اتفق العدو على تعميمها ومحو البقية الباقية من العالم الإسلامي بها وهناك الطامة الكبرى على الدين والملة والبلاء المعمم على هذه الأمة الأسيفة التي أهملت دينها ورأيها وخربت بيتها بيدها وسلمت مقاليدها عفواً لعدوها.
أخواننا المحترمين إن الشرك الذي نصوبه لنا ووقع غالبنا بأيديهم بسببه شيء واحد وهو شقاقنا لبعضنا وسوء التفاهم بيننا وعدم النظر في العواقب والغفلة عن مكر العدو وحيله وما يقصده منا والجهل بالحقائق حتى بأنفسنا وضعفنا أمام العدو وقوته واستعداده واغتنامه الفرص فينا هذا كله وإلى الآن ما تيقظنا وأخذنا حذرنا.
أخواننا المحترمين هيا بنا لنتفاهم في أسباب سوء التفاهم بين أمتين مسلمتين يتطاحنان بالصواعق المحرقة والعدو من جميع الجهات متحفز منتظر الفرصة للوثوب عليهما في وقت كان من أول الواجبات على كل المسلمين سيما من بقي فيهم رمق من الحياة مثلنا معاشر العثمانيين ن يتركوا كل ما يشم منه رائحة الخلاف وأن يأخذ كل واحد منهم جماعات ووحدانا بعضد أخيه وأن يغضوا الطرف عن كل حق شخصي بينهم ويتسامحوا ويتساهلوا مع لبعضهم وأن يتركوا كل مطمع وكل حب رياسة ويلتفوا على مقام الخلافة مقام البقية الباقية من قوة الإسلام وعزته ومنعته ومهابته ليكون سداً منيعاً أمام هجمات الأعداء الذين قد تم اتحادهم علينا وتراضوا في اقتسامهم لتراثنا.
أخواننا المحترمين إن إشهار السلاح منكم على قلب الإسلام ومعقله الوحيد في هذا الزمان الحرج الذي ما رأى الإسلام أحرج منه ماذا تقصدون به يا ترى إن ما يمكن أن يتصور من الأسباب الحاملة لكم على فعلكم هذا أمور أربعة الطمع في الرياسة وحب المال والرغبة في إقامة الشريعة المطهرة والخلاص من ظلم المأمورين.