للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلغة وكفافاً. إن أجل الدنيا في أعناقكم وجهنم أمامكم وما ترون ذاهب وما مضى فكأن لم يكن، وكل أموات عن قريب وقد رأيتم حالات الميت وهو يساق وبعد فراغه وقد ذاق الموت والقوم حوله يقولون قد فرغ رحمة الله وعانيتم تعجيل إخراجه وقسمة تراثه ووجهه مفقود وذكره منسي وبابه مهجور كأن لم يخالط أخوان الحفاظ ولم يعمر الديار فاتقوا هول يوم لا نحقر فيه مثقال ذرة في الموازين من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ومن لم يعد كلامه من عمله كثرت ذنوبه والرضا قليل ومعول المؤمن الصبر وما أنعم الله على عبد نعمة ثم انتزعها منه فأعاضه مما انتزع منه الصبر إلا وكان ما أعاضه خيراً مما انتزع منه (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) إذا كان في القاضي خمس خصال فقد كمل علم بما كان قبله، ونزاهة عن الطمع، وحلم عن الخصم، واقتداء ومشاورة أهل العلم والرأي وكتب لعدي بن أرطأة أما بعد فقد أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك واعلم أن مالك عند الله مثل ما للرعية عندك.

وكتب رضي الله عنه إلى الجراح أنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشاً أو سرية قال اغزوا بسم الله وفي سبيل الله تقاتلون من كفر ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا امرأة ولا وليداً فإذا بعثت جيشاً أو سرية فمرهم بذلك. وكتب عدي ابن أرطأة له رضي الله عنه إني بأرض كثرت فيها النعم وقد خفت على من قبلي من المسلمين قلة الشكر والضعف عنه فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن الله تعالى لم ينعم على قوم نعمة فحمدوه عليها إلا كان ما أعطوه أكثر مما أخذوا منه واعتبر بقول الله تعالى: (ولقد آتينا دواد وسليمان علماً وقالا الحمد لله) فأي نعمة أفضل مما أوتي داود وسليمان.

إبراهيم خليل مردم بك

<<  <  ج: ص:  >  >>