للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيوع.

ومنه قوله الأمل (لغو) هذا القرار يريد أ، يبطل فيأتي بهذا اللغو واللغو واللغا السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره ويقال شاة لغو ولغاً أي لا يعتد بها في المعاملة وقال ذو الرمة يهجو هشام بن قيس المرئي أحد بني امرئ القيس:

ويهلك وسطها المرئي لغواً ... كما ألغيت في الدية الخوارا

واللغو في الأيمان ما لا يعقد عليه القلب. ومعنى اللغو الإثم فأنت ترى أن المراد الإلغاء لا ذلك اللغو السخيف.

ومنه قوله من فتح مدرسة (قفل) سجناً يريد أقفل فيستعمل المجرد خطأ قال في لسان العرب أقفل الباب وأقفل عليه فانقفل واقتفل والنون أعلى والباب مقفل ولا يقال مقفول وعن الجوهري أقفلت الباب وقفل الأبواب مقل أغلق وغلق. وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال أربع مقفلات النذر والطلاق والعتاق والنكاح أي لا مخرج منهن لقائلهن كأن عليهن أقفالاً فمتى جرى بهن اللسان وجب بهن الحكم.

ومنه قوله لا يعيقني عن ذلك شيء يريد لا يصرفني عنه صارف فيعدل عن المجرد إلى بعض مزايداته خطأ والصواب عاق من الأجوف الواوي قال في اللسان عاقه عن الشيء يعوقه عوقاً صرفه وحبسه ومنه التعويق والاعتياق وذلك إذا أراد أمراً فصرفه عنه صارف. . قال ويجوز عاقني وعقاني بمعنى واحد. . وعوائق الدهر الشواغل من أحداثه.

ومنه قوله: أخذ فلان يمطل لدائنه يريد أنه أخذ يعلله بالعدة أو يسوف وهذا الحرف متعد بنفسه قال في أساس البلاغة مطلني حقي وماطلني به مطلاً ومطالاً فالاستعمال الأول غير صحيح كما ترى ومنه قوله: اتهم فلان بالنصب وقد كثر هذا الاستعمال وهو في كتابة الصحف أكثر بل لا يكاد يخلو باب الحوادث فيها من ذكر هذه الجملة مراراً في كل سنة. والصواب اتهم بالاحتيال قال الزمخشري وأهل النصب الذين ينصبون؟ لعلي رضي الله عنه ونصبت له رأياً إذا أشرت عليه برأي لا يعدل عنه.

ومما كثر شيوعه في طائفة من التآليف والرسائل المحبرة والقصائد المحررة قولهم لك الهناء ول يرد الهناء في اللغة العربية قال ابن منظور هنئ الطعان وهنوء يهناء صار هنيئاً مثل فقه وفقه وهنئت الطعام أي تهنأت به وهنأ في الطعام وهنأ لي يهنيئني ويهنأني

<<  <  ج: ص:  >  >>