ومشاربهم وهي أيضاً شرعية لأن اليهودي والنصراني والمسلم في الحقوق بنظر الشرع الشريف كشخص واحد لا يمتاز أحد مهم عن الآخر قال سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) وقال أيضاً أيحسب أحدكم متكئاً على أريكته أن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها كمثل القرآن (وإن الله تعالى لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم) فاتفاق المسلمين وقيامهم يداً واحدة وبث روح الشريعة الغراء في العالم الأرضي ترتاح إليه جميع العناصر وتشكر عليه مسعانا لأن الدين الإسلامي يحجر على أهله التعدي على من سواهم ويأمرهم بالتمسك بآدابه الشريفة وأخلاقه الطاهرة السامية وهو لهم كالشكيمة للفرس تمنعها من التهور والطيش وإلقاء صاحبها في المهالك والمهاوي.
ولا شك أن الأمر سهل على من همهم حفظ الوطن والملة وصيانة حقوق الدولة، وحفظ كيانها ونهوضها إلى أوج الحضارة والسعادة لتجاري من سواها من الدول الغربية. . ولله عاقبة الأمور