كلمتهم على اختلاف العناصر والأجناس لأن الشرع المحمدي ساوى بينهم بلا تفرقة بين تركي وعربي وكردي وأرنؤدي وفارسي وهندي إلا بتقوى الله [يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (سلمان منا أهل البيت).
ولك أن تريد بالوطن العثمانية إذ هي التي تؤويك حيث أويت وتحفظك حيث ححللت والواجب الثاني عليك أن تسعى لتعزيزها وتقوية شوكتها وبذل النفس والنفيس في سبيل ترقيها وخدمتها بالصدق والإخلاص وعدم خيانتها أو مسها بسوء وانتخاب الخبرة الكرام ليكونوا لها أعواناً وأنصاراً فهي دولة الخلافة الإسلامية وسلطانها حامي المسلمين في جميع أقطار الأرض فإعزازه إعزاز لهذه الجامعة الدينية المار ذكرها.
ولك أن تريد بالوطن الإنسانية إذ هي التي أكرمتك وأعزتك وميزتك عما سواك من أنواع المخلوقات وجعلتك مع كونك جرماً صغيراً ذا سلطان كبير يهابه جميع من سواه ويعترف بمكانته كل من رآه.
فالواجب الثالث عليك أن تسعى لحفظها بالتخلق بالأخلاق الفاضلة التي تليق بها كالصدق والأمانة والعدل والحلم والكرم والاستقامة وعدم تشويه وجهها بالأخلاق السافلة من الكذب والغدر والجور والمكر ونحو ذلك فإن مثل هذه الأخلاق ليست أصلية في الإنسان بل هي أخلاق بهيمية لم يرتكبها الإنسان إلا جهلاً بفضل إنسانيته فعليك أيها الإنسان أن تسعى لها ببث العلم والمعرفة وتقوية روابط الألفة بين أفرادها أياً كانوا الآن الإنسان من حيث إنسانيته واجب حفظه وعدم التعرض له بسوء إلا بحق وقد جاء في بعض الروايات المسلم من سلم الناس من لسانه ويده أخرجه ابن حيان في صحيحه بلفظ سمعت عبد الله بن عمر يقوب ورب هذه البنية لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (المهاجر من هجر السيئات والمسم من سلم الناس من لسانه يه).