استسر به ومن لم يجب إلى داعية الله قتل وقوتل حيث كان وبلغ مراغمه ولا يقبل الله من أحد شيئاً مما أعطي إلا الإسلام فمن أجابه وأقر قبل منه وأعانه ومن أبى قاتله فإن أظهره الله عز وجل عليه قتلهم فيهم كل قتلة بالسلاح والنيران ثم قسم ما أقدر الله عليه إلا الخمس فإنه يبلغناه ويمنع أصحابه العجلة والفساد وإن من يدخل فيهم حشواً حتى يعرفهم ويعلم ما هم لئلا يكونوا عيوناً ولئلا يؤتى المسلمون منقبلهم وأن يقتصد بالمسلمين ويرفق بهم في السير والمنزل ويتفقدهم ولا يعجل بعضهم عن بعض ويستوصي بالمسلمين في حسن الصحبة ولين القول.
وكتب للمرتدين كتباً يأمرهم فيها بالرجوع إلى الإسلام ويهددهم إذا لم يجيبوا لذلك وسير هذه الكتب قبل مسير الأمراء ثم خرجت الأمراء معهم العهود كل إلى وجهته والله ناصره.
خبر طلحة
كان طليحة بن خويلد الأسدي رجلاً كاهناً ادعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليه الصلاة والسلام ضرار بن الأزور رضي الله عنه لمقاتلته فسار إليه ولما هم بأخذه جاءت الأخبار بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقام عيينة بن حصن في بني غطفان وقال إني متابع طليحة والله لأن نتبع نبياً من الحليفين أحب إلينا من أن نتبع نبياً من قريش وقد مات محمد وبقي طلحة فطابقوه على رأيه فلما اجتمعت غطفان على المطابقة لطليحة رجع ضرار بن الأزور ومن كان معه إلى المدينة فأخبروا أبا بكر رضي الله عنه الخبر وأمروه بالحذر قال ضرار فوالله ما رأيت أحد ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم إملاء بحرب شعواء من أبي بكر فجعلنا نخبره بالخبر ونأمره بالحذر ولكأنما نخبره بما له ولا عليه أه.
فلله در أبي بكر رضي الله عنه ما أشجع قلبه، واشد بأسه ولما انهزمت عبس وذبيان كما قدمنا في خبرهم رجعوا إلى طليحة وكان نازلاً على بزاخة فضمهم إليه وارسل إلى جديلة والغوث من بني طيء يأمرهم باللحاق به فتعجل إليه بعضهم وأمروا قومهم باللحاق بهم وكان أبو بكر رضي الله عنه أرسل عدي بن حاتم قبل خالد إلى طيء فدعاهم وخوفهم فأجابوه ولحق بالمسلمين منهم ألف راكب فكان عدي خير مولود في أرض طيء وأعظم بركة عليهم فسار خالد يريد طليحة فالتقى بالمرتدين ببزاخة فقاتلهم قتالاً شديداً وطليحة