للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

محجن الشاعر الشهير وهو راجع عن الحرب بعد الانتصار تعيره بالفرار وتحثه على العودة إلى الميدان لظنها أنه مخذول.

وإن الذي حفظه التاريخ للمرأة في العصور الأولى خير مدافع عن الحجاب وهذه هي كتب الأدب والمعارف مشحونة بالرواية عنهن فأي ضير كان عليهن من الحجاب؟!!

الحجاب في الحقيقة ومراد الشارع امتناع عن اجتماع المرأة بغريب إلا مع قريب أو جماعة تؤمن مع وجودها الفتنة وستر الأعضاء التي يشتغل الفكر عند النظر إليها بالهوى فهو مفيد ضروري لا ضرر فيه.

فالذي على أعداء الحجاب أن يتأملوا في حقيقته لعلهم يطلبون رده إليها وأن يذودوا عن أذهانهم فكرة السفور.

فإن السفور هو الذي دفع الغربيات إلى مزاحمة الرجل في المصانع والمتاجر وهو الذي أشقى البائسات منهن فتدهورن في حضيض الفاقة وبؤرة العار وهو الذي روج سوق اتخاذ الخليلات الذي تصرخ منه فرنسا لقلة النسل اليوم.

وسيقع غير فرنسا في الذي وقعت هي فيه: ولولا السفور لما رأينا المطالبات بحقوق الانتخاب ولما خطر ببالنا أنه يجوز أن يطلبن في المستقبل تقلد الوظائف الكبيرة في الحكومة بعد ما هو حاصل الآن من تقلدهن وظائف في الشركات والمصارف ونحوها وسيبالغن في هذه الأمور مبالغة وخيمة العاقبة لأنها انصراف عن العناية بتربية أبنائهن وبناتهن.

وإن هذا الإهمال قد يجر إلى أن يخلف العالم عالم جديد فاسد التربية جاهل وذلك في المستقبل القريب أو البعيد فلم لا يفكرون في عواقب السفور من حيث هذه الأمور ولم يطلبونه لمجرد ظنهم أنه يمكن المرأة من الاختلاء بالرجل والتعامل معه؟؟

إني لست ممن يرون حجة واحدة لطلاب السفور فكل الذي يوردونه سفسطة ولا أدري كيف حسبوها براهين اقتنعت بها نفوسهم.

ولكنهم معذورون لأن الحجاب على حالته الحاضرة سيء ضار يجب تبديله بالحجاب الشرعي كيلا يكون في الاندفاع إليه ما يتجاوزه بالنساء وكل ما أميل إليه تقرير القواعد الثابتة لتعليم المرأة كيف تحسن الأمومة وتعليم النسل وتهذيبه.