ينظر فيما كتبنا فإن رآه حقاً كتب إلى المغربي ينصحه بالرجوع عن مفترياته وإن رأى غير ذلك دافع بالبرهان ولكن قاتل الله الجهل والغرض فإنها يعميان البصائر.
أنكر علينا السائح كوننا مقلدين ثم وصف المقلدين بما شاء الهوى وقد أسلفنا أننا متبعون لا مبتدعون وليس ادعاء صفة الاجتهاد أمراً سهلاً بل يحتاج إلى اطلاع واسع وجهاد طويل ومن الغريب أن أكثر من يتجاسرون على ادعاء صفة الاجتهاد هم أقل الناس عملاً بالدين واحتراماً لأحكامه وأبعدهم عن فهم معانية والتأمل بأسراه ومراميه وكيف يستطيع إنسان أن يبرز فكرة لم يتصل موضوعها بنفسه ولم يمتزج مضمونها بحسع وأغرب من ذلك أنهم لا يظهرون غيرتهم إلا في هدم حكم نافع أو تعطيل فضيلة من فضائل الأخلاق، وابتداع حكم ليس من الدين في شيء وكأنهم إباحيون لا يحبون أن يتقيدوا بشيء يحول دون نزغات نفوسهم ونزوات شهواتهم ولكنهم يستترون بالاجتهاد.
قال السائح (قام أصحاب هذه المجلة ليوقفوا سير المصلحين ويوغروا صدور الناس عليهم ولكن خاب ظنهم من أين يوقفون هذا السير المبارك. . الذي سيجدد لهذه الأمة مجدها سيراً ما أريد به إلا إصلاحاًً. . . الخ من أين لهم أن يقفوا سداً منيعاً على زعمهم في طريق عمل هؤلاء الأجلاء الذين قتلوا الأيام علماً. . . وتجارباً. . . دروسوا مصلحة هذه الأمة الخ).
نحن لا نوقف سير المصلحين الحقيقيين الذين يخدمون الدين بلا ابتداع بل نتبعهم ونؤيدهم أما الذين انتحلوا لأنفسهم هذا اللقب والله يعلم غير ما يدعون فإننا نقاوم أباطيلهم ونقف سداً منيعاً دون ما يمنون به أنفسهم من هدم أركان الإسلام ولا يوقفنا عن ذلك تهور الجاهلين وجعجعة المفسدين ما دمنا واثقين بأن الله ينصر من ينصره ويؤيد حزب ألا إن حزب الله هم الغالبون.
حضرة أصحاب مجلة الحقائق الغراء وفقهم الله آمين
ما نشره السائح في المفيد من الهذيان ثقل على كل مسلم يقدس مبادئ دينه الجليلة ولذا أتيت بهذه الرسالة رداً على مزاعمه الباطلة فالمرجو درجها في المجلة ولكم مني وافر الشكر.