كل يوم مهزوم أو مأسور لو نصرت هذا الدين لرفعك الله فقال لاجرم لأقبلن ولا أعود ثم رجعا إلى عشائرهما وأما المهاجر فتتبع جنود الأسود وقتلهم بكل مكان حتى لم تقم لهم قائمة وكانت مدة الأسود إلى أن هلك قريباً من أربعة أشهر.
إلى هنا انتهت حروب الردة وكان من نتيجتها أن ثاب العرب إلى السكون والتفوا حول الإسلام ووقعت هيبته في قلوبهم وعرفوا أنه الحق لا يقاوم ولا تقف في سبيله العثرات مهما عظمت أدعى رؤساؤهم القوة فأظهر الله عجزهم وادعى مشعوذوهم النبوة فاتضح كذبهم وافتراؤهم أرم ببصرك نحو هذه الجموع العظيمة كيف ناوأت المسلمين وهم قليلو العدد والعدد وكيف كانت الغلبة لهم على هذه الجيوش الكثيرة والعنصر واحد والمحيط واحد مما يدلنا على أن الله ينصر من ينصره ويؤيد من يدعو لدينه مهما كثر الصادون عن سبيله فاللهم وفقنا لخدمة دينك وأجز أبا بكر عن الإسلام ما هو أهله.