للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القصوى وليحيدوا بها عن طريق الغواية ويسلكوا بها منهاج الرشد والسعادة أفلا يجدر بم أيها الكتاب أن تيقظوا الأمة من سباتها وترشدوها إلى معالم دينها وتوقفوها على أحكام شريعة خالقها التي هي مصدر قواها ومنبع سعادتها وإكليل عزها ومجدها إلا تتقون الله في القيام بما ينفع الأمة في دينها ودنياها ويجعلها في أسمى مقام هذا كتاب الله ناطق بالحجة أمام وهدى ونور مبين يشهد لمن أخذ به وتمسك بأحكامه وينعي من حاد عنه وتنكب عن طريقه بسط لنا فيه من وسائل السعادة ومقاصد السيادة وأسباب ارتفاع الأمم وانحطاطها وضرب لنا من الأمثال لأجل العظة والاعتبار ومراعاة السنن الإلهية ما فيه بلاغ وكفاية لأولي الألباب هذه السنة المطهرة بين ظهرانينا ترشدنا إلى معاني الأمور وكرائم الخصال وتحثنا على فضائل العمال وفعل الخيرات وترك المنكرات هذا التاريخ يشهد أن الأمم ما تدرجت في مدارج الحضارة ولا اجتازت عقبات الحياة الوحشية إلا والدين قائدها ومرشدها والتدين مسخرها ومصرفها ألم يأن لكم أيها الكتاب أن تدأبوا في إصلاح شؤون الأمة وتقويم اعوجاج بالحض على اتباع السنة وقمع البدعة واقتفاء أثر السلف الصالح الذين عرفوا واجبات الدين وقيمة نفعه للبشر ولم يكن للأغراض الذاتية والشهوات النفسانية منفذ في نفوسهم ولا في خواطرهم بل كانت بغيتهم التفاني في ارتقاء الأمة وارتفاع مجدها وبقاء سؤددها فهم يتعهدونها بالحكمة والمواعظ الحسنة التي تؤثر في القلوب وتنشط النفوس للدأب في الجد والاجتهاد في الأعمال الصالحة وفقنا الله للقيام بواجب ديننا وأمدنا بروح منه تقيمنا على السبيل الأمثل والطريق المستقيم وفي الختام نقول:

يا قوم كونوا يداً في الدين واحدة ... واستنصروا بالهدى فالحق قد ظهرا

يا قوم ن تنصروا لله ينصركم ... ويرحم الله من للدين قد نصرا

<<  <  ج: ص:  >  >>