غايتها التعاون والاتفاق على نصرة الدين بصدق وإخلاص ثم على نشر العلم في جميع الأنحاء حتى لا يخلو جهة من مدرس يبين للناس ما يضطرون إلى معرفته الأهم فالأهم مراعياً الوقائع والحوادث وما يطرأ من فساد المفسدين وإضرار المتفرنجين ويحبب للناس دولتهم ويرغبهم بمساعدتها ويعلمهم أن ببقائها بقاء الإسلام كافة في مشارق الأرض ومغاربها ويرشدهم إلى أمر تدبير منزلهم وما لنسائهم عليهم وما عليهم لنسائهم وأولادهم وجيرانهم ومجتمعهم وهكذا ترصد الجمعية بعد هذا كل ما يحدث من المنكرات المغايرة للدين المضرة بالاجتماع البشري فتنكره بالوعظ فإن أفاد فيها وإلا فبغيره من الوسائط التي تمنع وجود هذا المنكر ولو بإعلام الحكومة لتنفذ طلبهم (الموافق للمصلحة) بالقوة فإن مراتب إنكار المنكر كثيرة كما لا يخفى أولها التعريف وثانيها الوعظ وثالثها الإغلاظ في القول ورابعها المنع بالقهر في الحمل على الحق بالضرب والعقوبة من الحكومة. وإن يقدم أعضاء الجمعية بين يدي ذلك كله ترك المنكرات من أنفسهم فإنه أدعى للقدوة والله تعالى يقول (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون أو يقول (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) وأخرج الشيخان عن أسامة ابن يزيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته ويجنبنا منهياته إنه قريب مجيب.