هو ظاهر التحريم وأما مع واحد من هذه الأشياء فيشتد التحريم والإثم ويعظم الفساد والجرم.
فنسأل الله تعالى أن يسلك بنا سبيل الحق والرشاد ويحفظنا من البدع والزيغ والزلل والعناد آمين.
دمشق
أحمد الجوبري
خطبة ألقاها العلامة الفاضل أحد خطباء الجامع الأموي الشيخ
(حسن أفندي الأسطواني في تحريم التمثيل)
قال بعد فاتحة الخطبة
أيها الناس قد التبست البدعة بالسنة واختلط الأمر وصار القابض على دينه كالقابض على الجمر ومظهر الحق ماله من ظهير ولا ناصر ولم يخش ذو منكر من منكر ولا زاجر والتبس الحرام بالحلال وأصبحت مدارس الدين والعلم مراسح لبث الفساد والضلال مدارس أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال لا لاستعمال التخنث واجتماع العناصر المختلفة الأشكال أما كفاهم هتكوا حرمة المدارس فأخرجوها عن صورة المعاهد والمعابد وأجروا فيها التشخيص والتمثيل والروايات زاعمين أن ذلك أمر جاء في الحديث ووارد في محكم الآيات فيا أيها الموحدون ما هذه البدع الفظيعة ما هذه الفتن الشنيعة نهيء المرد والغلمان والأطفال لتتكسر وتتلوى أمام الشباب والرجال ونعد ذلك من مكارم الأخلاق التي جاء لإتمامها رسول الملك الخلاق فيا أرباب الدين مالكم سكوت لا تتكلمون ويا أمناء الشرع أما عندكم نص يكذب مابه يفترون فالمنكرات في هذا الزمان غير منكره والمحرمات فيه شائعة ظاهرة غير مستنكرة فإنّا لله وإنا إليه راجعون فالحذر الحذر عباد الله من هذه المنكرات الذميمة والابتعاد الابتعاد عن هذه المدارس التي تفسد الأخلاق أولي الفطر السليمة فصونوا أولادكم قبل أن يحاسبكم الله إن فرطتم في أبناؤكم فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته وكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه فيجب على ولاة الأمور أن يردعوا أولئك المبتدعة ضعيفة الإيمان عن إجراء أمثال هذه المنكرات.