للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا هم لم يبعد به زجر زاجر ... وإن ثار لم يعطف به نعق ناعق

وإن رام أملاك البلاد بفتكه ... مشى الذل في تيجانها والمناطق

له العز والمجد التليد وراثة ... وأخذاً من البيض الظبا والسوابق

ولو جر عليك نسيم نسيبه ذيول لطافته. لحكمت بعزل عنر بن ربيعة أمير الغزل من خلافته. وإن أحببت أن تجني من بنفسج عذاره. أو تتمتع ولك الحظ الأوفر من شميم عراره. فارتع في رياض مقاله. وتفيَّ في نعيم ظلاله. قال:

وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي ... مواقع اللثم في داج من الظلم

وأمست الريح كالغيرى تجاذبنا ... على الكثيب فضول الربط واللمم

واكتم الصبح عنا وهي غافلة ... حتى تكلم عصفور على علم

وأَلثمني ثغرا ما عدلت به ... أري الجني ببنات الوابل الرذم

فهذه شذرة من نفثات سحره. ونبذة من فنون شعره. فأنعم النظر في وجوه مخدراتها. وتأمل آيات محاسنها. ومحاسن آياتها. يظهر لك أن نظمه في أنوار الأدب النرجس والورد. وتحكم بأن له رآسة القريض من قبل ومن بعد.

إليك فقد أبرزت خود قريضه ... فقل لي هداك الله هل أنت قانع

قريض يفوق الشمس في رونق الضحى ... بهاء ولكن نوره الدهر ساطع

بلابل نظم في رياض معارف ... على فنن الآداب هن سواجع

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع

قلت:

لقد سرحت طرف الطرف في مخضل حدائقه. وأجلست عرائس الفكر على منصة رقائقه. فما جال في حلبة خلدي إلا ما ركنت قبل إليه. ولا مال قلب اعتقادي إلا إلى ما عولت عليه. وسأورد من سلساله ما يبطل تيمم الخاصر بصعيد الرضي الطيب. وأبرز من شموس بدائعه ما يوجب الشهادة أن الشاعر أبو الطيب. فقرطق أذنك بشنون نظمه تعلم أن أحمد شعر شعر أحمد. وأرشف بفم السمع رضاب ظلمه وسوف تقول العود أحمد. أما الفخر فهو باري قومه. والمطلع من أفق الخدر عروس شمسه وليس لغيره عنده بدان ولو سجد له الفرقدان وإليك فشم بارقة قوله واهتد بنجوم طوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>