للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإظهار الزينة والسرور فإن ذلك مع مافيه من الإحسان للفقراء مشعر بمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم في قلب فاعل ذلك وشكر لله على ما منّ به من إيجاد رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين.

قال الإمام السخاوي أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم أهـ.

قال الإمام ابن الجوزي من خواصه أنه (أي عمل المولد) أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام أهـ باختصار.

قال حافظ الشام شمس الدين محمد بن ناصر وقد جوزي أبو لهب بتخفيف العذاب عنه يوم الاثنين بسبب إعتاقه ثويبة لما بشرته بولادته صلى الله عليه وسلم وأنشد في ذلك وأجاد:

إذا كان هذا كافر جاء ذمه ... وتبت يداه في الجحيم مخلدا

أتى أنه في يوم الاثنين دائماً ... يخفف عنه للسرور بأحمدا

فما الظن بالعبد الذي كان عمره ... بأحمد مسروراً ومات موحدا

قال الجنيد البغدادي إمام الطائفتين رحمه الله تعالى من حضر مولد الرسول الأعظم وعظم قدره فقد فاز بالإيمان أهـ.

وقد نقلنا في المجلد الأول صحيفة (٢٧٩) عن ابن حجر أنه خرَّج عمل المولد على أصل صحيح ثابت في السنة فليراجع. ويعلم مما ذكره أن قراءة قصة المولد الشريف أمر مشروع لم تزل الناس تعمل به منذ بضعة قرون إلى الآن والعلماء تقرهم على ذلك وتحثهم عليه هذا ما أردنا ذكره في عمل المولد الشريف ليرغب محبوه صلى الله عليه وسلم للقيام بهذا العمل المبرور وينبغي بل يتأكد على الإنسان أن يحسن في هذا اليوم إلى الفقراء ويواسيهم ويظهر الفرح والسرور ويتجمل بالثياب الحسنة ويكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محبة به وشكراً لله على ما أنعم به ومنَّ وتفضل على هذا الوجود بظهور هذا النبي الكريم والرسول السند العظيم نبي الرحمة وأنقذنا بواسطته من الضلال إلى الصراط المستقيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.

(تنبيه) ينبغي أن يقتصر في عمل المولد على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>