وبعد ننشقكم موتاً يخدركم ... وفي (الجراحة) نعم الراحة الخدر
وبعد نفصدكم فصداً سيبر} كم ... من الغرور فمنه استفحل الخطر
وبعد نكويكم كياً سيحسم من ... داء الحماقة ما أعيى به البطر
رميتمونا بجند لا ثبات لهم ... إلا كما ثبتت للأرجل الأكر
يا رامي الشهب بالأحجار تحسبه ... كالشهب هيهات ينسى طبعه الحجر
وإن سبة هذي الحرب أنهم ... هشيمها المنطفي والحرب تستعر
جاءوا إلينا كالدجى فبدا ... من بيض أسيافنا خلف الدجى السحر
ويل أمها من سيوف في ظهورهم ... قد صيرتها عصياً هذه الحمر
والليث يكرم إن يلوي على جيف ... وربما هان فيها الناب والظفر
جاءوا إلينا كجيش النمل منسرباً ... وفيهم بعض أبطال ولاضرز
يقود كل كمي منهم أمل ... في طيه أجل يقظان ينتظر
خاطوا لأجسامهم من نقعنا كفناً ... فإن أسيافهم في حربنا إبر
أسطولهم أم كلاب البحر تنبحنا ... أم الضفادع قد ضجت بها الغدر
هذا وذاك سوأ في طرابلس ... والكل في مسمعي صحرائها هذر
إن البعوضة في الصحراء أضخم من ... أسطولهم ولها من دونه أثر
يا ويلها حومة كانت وطيس وغى ... فصيروها (سباقاً) حينما انكسروا
ظنوا القيامة فيها قد بدت لهم ... وبرزت لأعادي ربها سقر
فما السيوف تهاوت في جوانبها ... إلا جهات سماء الله تنفطر
وما القنابل تهوي بينهم كسفاً ... ألا النجوم بأمر الله تنكدر
وما الفوارس من ترك ومن عرب ... إلا زبانية لله قد نفروا
تالله لو أنهم جن جماجمهم ... ذرى الجبال يغطي جلدها الشجر
ومن رقابهم في الجو أعمدة ... وفوق كل عمود في السما قمر
وتحت أرجلهم قاع المحيط ومن ... أطراف أيديهم يسترسل المطر
وكان (فيزوف) فوق الماء بارجة ... وخلفه كل بركان سينفجر
وأقبلوا ولهم هذي القلوب لما ... صدوا عدواً ولا فازوا ولا انتصروا