اليوم في الدوارع الجديدة المسماة (بالدرينوط) ومقياسها بين ٣٤ و ٣٦ سنتمتراً.
وقد بنيت هذه الطوابي على الطراز الحديث بحيث أنها تكاد تلامس الأرض لشدة انخفاضها ومرصوفة بأكداس الرمل والمواد الأخرى المرصوصة والتي لا تؤثر فيها قنابل المدافع.
فعلى هذا التعديل الظاهري يظهر لنا أنه يوجد في طوابي الدردنيل ما يقارب المائة وأربعين مدفعاً ضخماً ما عدا التي يجهلها كل إنسان وهي لا تقل عن الظاهرة ولكن لو اكتفينا بوجود العدد السابق معنا من المدافع للزم إيتاليا أن تهجم على هذه الطوابي بأسطول لا يقل عدد دوارعه الضخمة عن ٣٢ قطعة لأن كل دارعة كبيرة تحمل أربع مدافع ضخمة من طراز المدافع الموجودة في الدردنيل فهل يوجد لدى إيتاليا هذا العدد من الدوارع؟
فلو سلمنا بوجودها وهي ليس عندها إلا ١٤ دارعة من هذا النوع فقط ترى كيف تنجو دوارعها من خطر الألغام المبثوثة في مدخل الدردنيل هذا إذا أتيح لها إسكات الطوابي الأمامية؟ وبو سلمنا أيضاً جدلاً بإمكان دخولها فكم دارعة تبقى لها من ال ٣٢ لتصل بها إلى الأستانة وكيف تخلص هذه الدوارع التي سلمت من قنابل مدافع الجيش الممتدة على طول مدخل المضيق؟
تالله إن أسطول أقوى دولة بحرية لا يستطيع اليوم اجتياز مضيق الدردنيل عنوة فضلاً عن أسطول إيطاليا الذي أنهكت قواه الحرب الحاضرة وتثلمت مدافعه وتعطلت معظم آلاته البخارية لأنها في حالة الاشتعال بدون هدوء منذ ستة أشهر والخبير بالفنون البحرية يعلم جيداً أن المراكب الحربية تحتاج إلى التعمير عند معدل كل ثلاث سنوات مرة. ودوارع إيطاليا لم تصلح منذ الحرب ولا دخلت إلى محل تنظيف قعرها على الأقل!!.
على هذا التعديل والمفروضات المار ذكرها معنا لا أظن بأن إيطاليا تورط بنفسها إلى اقتحام هذا المضيق الهائل (والبوغاز) المخيف الدردنيل وإذا فعلت ذلك أعد أركان حرب الجيش الإيطالي سواءً كان البري والبحري على جهل تام في الفنون الحربية.
ولا يسعني عندئذ إلا أن أكبر على أسطول أبناء رومية وأعزي أهلها فيه أهـ.
هذا ما قاله الضابط الألماني الخبير وهو يتكلم بالطبع عن خبرة حربية تامة فلتأمر إيطاليا أسطولها بأن يقوم بهذه النزهة البحرية كما قام جيشها بتلك النزهة البرية في طرابلس