للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حريق عظيم لم تر الشام مثله ... يغادرها بالشكل كالطلل البالي

بعه أغنياء القوم أمسوا بنعمة ... وقد أصبحوا أعرى من المغزل الخالي

فلا تيأسوا ياقوم من متفضل ... رحيم كريم الجود والرفد مفضال

فهل جئيتموا والمال حشواها أهابكم ... ألم تولدوا يا قوم من غير سربال

فألبسكم ثوب الغنى مانح الغنى ... فصرتم بفضل الله أرباب أموال

لئن أكلتها النار سوف ترون ما ... سيخلفه الرزاق أمثال أمثال

ألا يا بني الإنسان في كل بلدة ... ويامن تحلوا في فضائل أعمال

ويامن لهم في المكرمات شمائل ... تجل عن الإحصاء في كل أحوال

ويامن يغيثون الصريخ بنجدة ... بها ينعش المعثور من أوحل الحال

فهذا أوان الفضل أين رجاله ... وذا وقت إقدام لتخفيف أثقال

أجيبوا نداء المستغيث بكم إلى ... إغاثة ملهوف بكم حسن الفال

فتى كان أغنى القوم بالأمس راتعاً ... بأرغد عيش ناعم الحال والبال

ولكنه اليوم استحال نعيمه ... لبؤس شديد سيء الضر مغتال

فهل من مغيث جابر كسر بائس ... يئن بصوت خافت خوف إذلال

فلو شمتموا ما حل فيه لها لكم ... لهيب رهيب ذو ارتعاش وأهوال

خذوا (لن تنالوا البر حتى) فإنها ... جزاء على الإنفاق من أجود المال

أجيبوا فقيراً كان بالأمس ذا غنى ... يرى قاصدوه منه أجمل إقبال

وهاهو محتاج لقوت نهاره ... فيبكي ويستبكي المحب مع الغالي

فجدوا لفعل الخير فاليوم يومكم ... ولبوا أسيفاً ذا عيال وأطفال

وربكم الديان يجزل أجركم ... ويجزيكم عن فعلكم عشر أمثال

دمشق

عبد الرحمن القصار

<<  <  ج: ص:  >  >>