بعضهم لم ير المسيح أصلاً وهم متى ومرقص ولوقا ويوحنا وإنجيل كل من هؤلاء مناقض للآخر في كثير من المطالب وقد كان للنصارى أناجيل كثيرة غير هذه الأربعة تخلصاً من كثرة التناقض وتخلصاُ من وفرة التضاد والتعارض وقد ثبت بالأدلة الواضحة حتى عند الكثير من أهل الكتاب أن التوراة والإنجيل كانت نسختهما الأصلية مفقودة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بإعصار وأما الموجودان في عصره وفي هذا العصر فهما عبارة عن كتابين جامعين لما صح وما لم يصح من الأخبار ومع ذلك فلم تزل أيدي التحريف تعبث فيهما حتى في هذا العصر كما هو مشاهد فلا يمر زمن إلا وتظهر نسخة تخالف ما قبلها في بعض المسائل تأييداً لبعض المذاهب مع ادعاء كل طائفة أن المحرف نسخة غيرها.
وأما القرآن العظيم فهو أشرف كتب الله المنزلة على أشرف رسله (محمد) صلى الله عليه وسلم وهو آخر الكتب السماوية نزولاً وأجمعها أحكاماً وأدلها برهاناً وأقواها محجة وتبياناً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يلحقه تغيير ولا تبديل ولا تحريف (إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ناسخ جميع الكتب قبله وحكمه باق إلى يوم القيامة مكتوب في السطور محفوظ في الصدور.