إبطاله بما توحيه إليهم شياطينهم فالواجب على الحكومة أن تبعدهم وتقصيهم وأن تسمع لأهل الدين والعرض وتعمل بآرائهم في مثل هذه المسائل. الم يكفنا ما حل بنا من البلايا وما انتابنا من الرزايا؟ ألم يردعنا ما نشاهده من انكسارنا واستيلاء العدو على بلادنا؟ أم يأن لنا أن تخشع قلوبنا ونرجع إلى ديننا؟ أما حان للحكومة أن تنبذ هؤلاء المتفرنجين فإنهم سبب الضعف وجرثومة الفساد وهم يقومون بمثل هذه المسائل لينفروا الرعية من الحكومة ويجعلونها حانقة عليه أما آن لها أن تعلم نواياهم وأميالهم فإنهم والله ينصبون لها المكائد ويتربصون بها الدوائر ألم تعلم أنه لا نصير لها إلا أهل الدين وأنه لا اعتماد لها في المستقبل إلا عليهم. فإنهم هم الذين يقدرون الخلافة الإسلامية حق قدرها وهم الذين ينصرونها ويشدون إزرها. أليست الخلافة إسلامية؟ أليس الدين الإسلامي هو دين الحكومة الرسمي؟ فبأي حجة يطلب هؤلاء المتفرنجون فتح محلات للزنا في هذه البلاد الإسلامية أما يجب على الحكومة أن تلاحظ عواطف أهل الدين والعرض وأميالهم وهم القوم الأكثر في دمشق؟ إذا كان لم يبق (لا قدر الله) للدين سلطة على القلوب فلينظروا إلى الإنكليز فإنهم ليس عندهم محال عمومية للمومسات كما ذكرنا ذلك في المجلد الأول ص ٤٣٢ من هذه المجلة فليراجع.
هذا وقد بلغنا أن أطباء العسكرية قدموا تقريراً لمجلس الإدارة بلزوم إرجاع المرقص قائلين أن الجند (العسكر) يتضررون من عدم قضاء شهواتهم إلى غير ذلك من الأوهام التي يتمسك بها الأطباء ويعدونها حججاً.
فنقول لهؤلاء إذا كان الجند يتضررون على زعمكم من عدم قضاء شهواتهم فلم لا تحملون معكم إلى ساحة الحرب الزانيات وكيف يعيش الجيش الإنكليزي الذي لا محل للمومسات عنده من غير أن يلحقه هذا الضرر الذي تتخرصون به. نعم سمعنا من بعض أطباء الخستخانة في دمشق أن الداء الإفرنجي الذي كان فاشياً بين الجنود قد قل قلة تذكر بسبب إبطال المرقص.
فنلفت أنظار مجلس الإدارة إلى هذا الأمر فإن رجاله هم وحدهم المسؤولون عنه فهل تقبل ذمتهم ودينهم أن يتحملوا تبعة هذا الأمر فإن الله معاقبهم على كل زنية تفعل في هذا المحل الذي يراد إنشاؤه كأنهم هم الفاعلون قال صلى الله عليه وسلم من حديث أخرجه مسلم من