للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معه عيش ينقل حديثك وينقل الحديث إليك حتى إذا أراد أن يحدث بالصدق فلا يصدق. ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاثة الشجاع في الحرب والحليمعند الغضب والصديق عند الحاجة. العجب لمن يهلك والنجاة معه فقيل ما هي قال الاستغفار، قصم ظهري رجلان جاهل متنسك وعالم متهتك، يجد البليغ في ألم السكوت ما يجده العيي مكن ألم الكلام. لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ صديقه في غيبته وعند نكبته وبعد وفاته في تركته.

أعجب ما في الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة وأضداد منم خلافها فإذا سنح له الرجاء أذله الطمع وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن هاج به الغضب اشتد به الغيظ وإن أسعده الرضاء نسي التحفظ وإن ألظبه الخوف شغله الحزن وإن اتسع له إلا من استلبته العزة وإن عادت له النعمة أخذته العزة وإن امتحن بمصيبه فضحه الجزع وإن أفاد مالاً أطغاه الغنى وإن عضته فاقة أضرعه البلاء وإن جهده الجوع أفقده الضعف وإن أفرط في الشبع كظته البطنة فكل تقتير به مضر وكل إفراط له مفسد.

لا تكن ممن يرجو الجنة من غي رعمل ويؤخر التوبة أطول الأمل يقول في الدنيا قول الزاهدين ويعمل فيها بقول الراغبين إن أعطي منها لم يشبع وإن منع لم يقنع يقول لا أعمل فأتعنى بل أجلسي فأتمنى فهو يتمنى المغفرة ويدأب للمعصية وقد عمر ما يتذكر فيه من تذكر وجاءه النذير. لا يكبر عليك ظلم من ظلمك فإنما يسعى لمضرته ومنفعتك وليس جزاء من سرك أن تسوءه. إذا منعك اللئيم البر مع إعظامه حقك كان أحسن من بذل السخي لك إياه مع الاستخفاف بك. الكمال في خمس أن لا يعيب الرجل أحداً يعيب فيه مثله حتى يصلح العيب من نفسه فإنه لا يفرغ من إصلاح عيب من عيوبه حتى يهجم عليه آخر فتشغله عيوبه عن عيوب الناس. وأن لا يطلق لسانه أو يده حتى يعلم أفي طاعة ذلك أم في معصية. وأن لا يلتمس من الناس إلا ما يعطيهم من نفسه مثله. وأن يسلم من الناس باستشعار مداراتهم وتوفيتهم حقوقهم. وأن ينفق الفضل من ماله ويمسك الفضل من قوله. استنزلوا الرزق بالصدقة. من أيقن بالخلف جاد بالعطية. تنزل المعونة على قدر المؤونة ما على أمرؤ اقتصد. التودد نصف العقل والهم نصف الهرم.

وخطب فقال أيها الناس اتقوا خمساً قبل أن تحل بكم خمس ما نكث قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا بخس قوم الكيل والميزان إلا أخذهم بالسنين ونقص من الأموال والأنفس

<<  <  ج: ص:  >  >>