ولا الترك مرجوح ولا العرب راجح ... ولكنهم للدين كف معصم
وما الفرق بين العرب والترك بالذي ... تشدد ما أيدي الحوادث تفصم
فيا أيها العرب الكرام تظاهروا ... مع الترك أن الحق بالحق يدعم
وإلا فأنتم للخطوب دريئة ... تروح أمور الذل فيكم وتعتم
فلا الدين دين الله يبقى ولا الهدى ... تؤيد دعواه ولا الملك يسلم
ولا تحسبن الشر فيهم وأنكم ... من الشر قوم ما لكم فيه مقسم
لكم ما لهم من أمركم وعليكم ... من الذل ما ألقى الرجال عليهم
فكونوا بناء في المصائب واحداً ... إذا الدهر يبغي وإذا الشر يهجم
أليس من الخسران أن بلادنا ... تصاب وأنا في التباغض نوم
أترضون أن نمسي عبيداً جميعنا ... لمن ليس يهدينا ومن ليس يرحم
فلا تجدعوا آنافكم بأكفكم ... ولا تصبحوا الذكرى لمن يتوسم
تعصب بعض القوم في الدين واقتفى ... سبيل العمى وهو السبيل المذمم
أفي الدين أم في الحق كان تعصب ... بقومية أم ذا من السوء ينجم
لقد موهوا في الدين ما لم يكن له ... من الحق ظل أو من الدين معلم
وليس رسول الله فرق بيننا ... بقومية للمسلمين تقسم
وما رجح الإسلام ممن تمسكوا ... به أحداً أو قال هذا مقدم
ولكنه ساوى فكان كما ترى ... سواء به عرب وترك وديلم
وما زال هذا الدين في كل موضع ... يسب الذي يبغي الخلاف ويشتم
سنوء كل طمر قصعة بعد قصعة ... إذا نحن في هذا التعصب نحزم
أتغزى بلاد المسلمين وعندنا ... قلوب ويجري في مفاصلنا دم
لنا كل يوم وقعة بعد وقعة ... تدق بها الآناف منا وترغم
وتغصب منا بلدة بعد بلدة ... أناس لهم في جهلهم متعوم
وتخصمنا الأعداء في كل معرك ... بكل خضوع للجيوش فتقضم
فإن دام هذا الحال فالظلم دائم ... على عالم الإسلام والذل أدوم
سطت أمم البلقان بالملك سطوة ... تمور سماء من لظاها وأنجم