من بين الطبقات حتى عد هزوءاً وسخرية بعدما كان يقام له ويقعد ولأهله في التاريخ مجد أثيل وعز فخيم.
دخل الخليفة الأموي على عطاء بن أبي رباح وكان مولى من الموالي فلم يعبأ به ولم يأبه لجلالة قدره ورفعة منصبه حتى أنه لم يلتفت إليه ثم قال الملك لابنه وكان معه انظر ذلنا بين يدي هذا العبد وما هو إلا العلم يرفع العبيد على الملوك والصعلوك على العظام.
ودخل الخليفة العباسي هارون الرشيد على الفضيل بن عياض فوعظه الفضيل حتى أبكاه وجرت دموع الخليفة على لحيته ثم قال لهم أنتم الملوك حقاً.
دعي هذا الخليفة العظيم معاوية الضرير لأجل أن يأكل معه على مائدة واحدة فلما فرغا من الطعام قام معاوية يريد أن يغسل يديه فصب عليه هارون الرشيد ولم يدر معاوية ذلك ثم قال له الخليفة أتدري من يصب على يديك؟ قال له لا قال أنا قال أنت يا أمير المؤمنين قال له نعم إجلالاً للعلم ومن سير تاريخ الرشيد وعظمتهخ وفضله علم أنه كان للعلم وأهله في زمنه شأن يذرك.
أي جهابذة العلم صناديد الوغى معدن الفضل الحقيقي مالي أراكم سكوتاً لا تتكلمون ولا تنبثون ببنت شفة كأنكم راضون بهذه الفترة وراضخون لهذا التيار أما علمتم أن الوظائف الدينية والعوائد الخيرية إنما زينت ليرتفع منار العلم والدين لا لعكس القضية أو ما علمتم بأن سكوتكم هذا هو الذي جر علينا الويلات الطامة والعامة وعدم الانتظام: أخرج البخاري في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال الأعرابي كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. . أرى أن الخطب يتفاقم والأمر يتعاظم وأنتم سكوت أتظنون أن القعود في أحلاس بيوتكم والانزواء في حجراتكم من باب العبادة والزهادة ما ظننتم إلا باطلاً فلقد بلغ السيل الزبى وتفرق العلم أيدي سبا فهبوا من سباتكم العميق هبوب الأسد من عرينه وطالبوا بحقوقكم المغصوبة ووظائفكم المنهوبة ولكن بالطرق المشروعة واضربوا بترهات المبطلين عرض الحائط (أن الباطل كان زهوقاً) وانصتوا لصدى شاعر النيل حيث يقول
عليكم حقوق للبلاد أجلها ... تعهد روض العلم فالروض مقفر