الصوفية يرون أن توحيد الربوبية هو النهاية والغاية، حتى إنهم إذا وصلوا إليه فنوا فيه، ومعنى أنهم يفنون فيه أنهم يستغرقون في توحيد الربوبية، وفي رؤية الله ووجوده، وتفرده بخلق الأشياء وملكها واختراعها، وأنه ما شاء الله كان، ويستغرقون في شمول مشيئة الله، وشمول ربوبيته للأشياء وقيوميته وقدرته، ونفوذ مشيئته، ويشهدون ما اشتملت عليه المخلوقات من قدرة الله عليها، وملكه لها، ونفوذ مشيئته وشمول قيوميته وربوبيته.
وهذا الفناء يعده الصوفية غاية، ويعدونه نهاية التوحيد.
وقد انتشر الصوفية في كل مكان من أرجاء الدنيا، فلابد من معرفة توحيدهم وفنائهم حتى يكون الإنسان على بصيرة، لاسيما أن العالم صار كحلقة واحدة، وكثير من الإخوان ابتلوا بالصوفية في بلادهم، فتجد في السودان صوفية، وفي الشام صوفية، وفي مصر صوفية، وفي المغرب صوفية، وفي ليبيا صوفية، وفي باكستان صوفية، وفي أفريقيا صوفية، على طرق متعددة، وكل طريقة لها شيخ، فالصوفية يفنون في توحيد الربوبية، ويرونه الغاية والنهاية.