هل يعذر بالجهل من يطوف بالقبر أو يفعل شيئاً من أعمال الشرك إذا كان يجهل أن ما يعمله شرك بالله عز وجل؟
الجواب
الذين وقع فيهم ذلك قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام هم أهل الفترة، وفيهم كلام لأهل العلم، وأما بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد نزول القرآن، فإن الله تعالى يقول:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء:١٥]، فالله بعث الرسول، وأنزل القرآن، فهل يعذر المشرك إذا لُبِّس عليه أن يطوف بالقبور ويدعوها من دون الله، ويذبح لها، فصار مغطى عليه الحق ولا يبصر الحق ولا يعلمه بسبب تلبيس علماء السوء الذين يلبسون عليه ويحسنون له الشرك؟ قال بعض العلماء: إنه يعذر في هذه الحالة، ولكنه يعامل في الدنيا معاملة المشركين، فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، فحكمه حكم أهل الفترات.
وهذا هو الذي ذهب إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، حيث قال: لا نكفر أحداً حتى تقوم عليه الحجة.
وقال آخرون من أهل العلم: إنه لا يعذر أحد بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله يقول:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء:١٥] وقد بعث الرسول، وأنزل القرآن، والقرآن يتلى، والنصوص واضحة في بيان الشرك والتحذير منه، فلا يعذرون، فهما قولان لأهل العلم ذكرهما شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العمل الصالح والعلم النافع، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.