واختلف العلماء في قبول توبة الساحر، فقال بعض العلماء: تقبل، وقال آخرون: لا تقبل في أحكام الدنيا، والصواب أنه إذا سلم الساحر نفسه قبل أن يقبض عليه؛ فإن توبته تقبل في هذه الحالة؛ لأنه غير متهم، أما إذا لم يسلم نفسه حتى قبض عليه، ثم ادعى التوبة، فالصواب أنه لا تقبل توبته في هذه الحالة في أحكام الدنيا، بل لابد من إقامة الحد عليه، كالزنديق ومن سب الله ورسوله، أو استهزأ بالله أو برسوله أو بكتابه أو بدينه، فالصواب أنه يقتل، ولا تقبل توبته في أحكام الدنيا.
وأما في الآخرة فأمره إلى الله، فإن كان صادقاً في توبته أو في دعواه التوبة فإن الله يقبل الصادقين، وإن كان كاذباً فلا يقبل الكاذبين.
وكذلك الزنديق والمنافق، وكذلك من سب الله أو سب الرسول أو سب دين الإسلام، أو استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله، فلا تقبل منه توبته، قال بعض العلماء: لأن علم السحر لا يزول بالتوبة.
وقال آخرون من أهل العلم: إنه تقبل منه التوبة، ويستتاب، فإن تاب خلي سبيله، وإن لم يتب قتل، لكن المعروف والمشهور والأرجح أن الزنديق ومن سب الله أو سب الرسول أو سب الدين، والساحر لا تقبل توبته في أحكام الدنيا، زجراً للناس حتى لا يتجرءوا على مثل هذا الكفر العظيم.