من المعلوم أن الله خالق أفعال العباد، فما أثر النوايا على الخطيئة التي تدور في نفس الإنسان؟
الجواب
النوايا تختلف، فأحياناً تكتب للإنسان النية حسنة، وأحياناً تكتب سيئة، وأحياناً لا تكتب له ولا عليه، وقد ثبت:(أن العبد إذا هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة واحدة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات، وإن هم بالسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة واحدة، وإن هم بها فعملها كتبت عليه سيئة)، فالنصوص التي وردت في النية المنطوية على السيئة دلت على أحوال: الحالة الأولى: أن الإنسان إذا هم بالسيئة لكنه عجز عن عملها، ومنعه مانع، أو كان يعمل السيئة ثم تشاغل عنها ولم يهتم بها، كتبت عليه سيئة إذا فعل الأسباب التي يقدر عليها، لقوله عليه الصلاة والسلام:(القاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)، فالمقتول في النار؛ لأنه نوى وحاول أن يقتل صاحبه، لكن غلبه صاحبه.
إذاً: ما الذي منعه من فعل السيئة؟ إنه العجز، عجز فغلبه صاحبه فقتله، وإلا فقد كان حريصاً على قتل صاحبه، فهذا هم بالسيئة فكتبت عليه لأنه تركها عجزاً.
الحالة الثانية: أن ينوي السيئة ثم يتركها خوفاً من الله، ولا يمنعه العجز، لكن يمنعه خوف الله، فهذا تكتب له حسنة؛ لما جاء في الحديث:(إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإنما تركها من جرائي) يعني: تركها من أجلي.
فإذا تركها خوفاً من الله كتبت له حسنة.
الحالة الثالثة: أنه ينويها ثم يعرض عنها، أو يتشاغل عنها، فما منعه الخوف ولا العجز، فهذا لا تكتب له ولا عليه، كما في الحديث:(وإن هم بسيئة فلم يعملها لا تكتب عليه، وإن هم بها فعملها كتبت عليه سيئة واحدة).