للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشرك في الركوع]

ومن أنواع الشرك: الشرك في الركوع، كأن يركع لغير الله تقرباً إليه، كركوع أصحاب العمائم من الصوفية بعضهم لبعض عند الملاقاة، فإذا لقيه ركع له، فركوع أصحاب العمائم من الصوفية لبعضهم عند الملاقاة هو من الركوع لغير الله.

وهذا الركوع يسمى سجوداً في اللغة، وفسر السجود بالركوع في قول الله تعالى في بني إسرائيل: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:٥٨] والمعنى: ادخلوا الباب منحنين، وإلا فلا يمكن الدخول على الجبهة.

فبنو إسرائيل أمرهم الله أن يدخلوا القرية منحنين، وأن يقولوا: حطة، أي: يا الله! حط عنا ذنوبنا، واغفرها لنا، فقوله: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [البقرة:٥٨] المعنى: ادخلوا الباب منحنين ركوعاً، وإلا فإنه لا يمكن الدخول على الجبهة.

ففسر السجود بالركوع في هذه الآية، لكن بني إسرائيل قوم عتاة، غيروا في القول والفعل، فقد أمرهم الله أن يدخلوا الباب سجداً منحنين، فدخلوا يزحفون على أعجازهم، وهذا تغيير في الفعل، وفي القول قالوا: حنطة، بدلاً من أن يقولوا: (حطة)، فغيروا قولاً وفعلاً.

والميل يسمى سجوداً في اللغة، ومنه قول العرب: سجدت الأشجار: إذا أمالتها الريح.

قال الله تعالى آمراً عباده أن يخصوه بالركوع والسجود والعبادة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:٧٧]، فالركوع والسجود عبادة لا تكون إلا لله عز وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>